ترافقني وحدتي داخل غرفتي الصغيرة.. ليتسلل ضوء القمر عبر ثقب الستارة الممزقة ليتلاعب بنور الشمعة المضاءة.. بين اكوام الفراشات النائمة واصوات العصافير الخائفة.. أوراق الزهر وأعساف النخل هي فراشي.. ووسادتي من اغصان الشجر المجفف.. كل شيء يحيط بي ينطق بالصمت.. المحبرة والبوم الصور.. والجدران الملطخة بكتابات الماضي الممزقة.. حتى اللوحة زينها السواد بلون الحجر وابريق الشاي انسكب فذاب مع حبات الرمل المتحجرة.. وتجمد الماء المنسكب من قارورة العطر في عروق الأرض وتقافزت الافكار امامي كأشباح النهر الجائعة تريد الابحار مع ضوء القمر المتخفي وراء غيوم المساء.. انتظرتك.. ولم تأت.. لماذا؟ طوفان من الانتظار يجتاحني.. وبركان من الاشواق يتفجر من اجلك بداخلي.. وعاصفة من الدموع تلازمني.. أين أنت؟.. لقد غبت كثيراً.. فقد مات الفرح ليلة امام ساعات الانتظار وتفجر الصبر من حساب الوقت امام شمعة اللقاء.. واعلن الفجر بخيوطه والصبح بتباشيره.. ذوبان الشمعة المنتظرة لك هنا منذ عام في كوخ الاحزان.. أحمد القاضي