لكل زمان مضى آية وآية هذا الزمان الصحف *** نعم ان الصحافة هي معجزة العصر، وهي رائدة الفكر، وهي المرآة المجلوة التي تعكس صورة حية لذوق الأمة ومداركها، ولعلمها وثقافتها ولتطورها وحضارتها. والصحافة بعد هذا هي أسرع وسائل الاتصال الفكري، وأقوى وشائج الوعي الاجتماعي، فبينما تجد الصحيفة بين يدي الأمير اذ هي نفسها في يد الفقير، وبذلك تكون الصحافة مدرسة ديمقراطية نموذجية ومنبراً حراً للآراء المستنيرة. *** من أجل ذلك وقف جلالة الملك حفظه الله من الصحافة موقفا ً عظيماً مشهوداً، فأولاها من رعايته فيضاً لا يغيض، وأرواها من عنايته بمعين لا ينضب. فازدهرت في عصره صحافتنا، كما ازدهرت كل مرافق حياتنا من العلم والقوة والصناعة والعمران، وخطت بلادنا في معارج الكمال خطوات مباركة، تبشر بأنها ستبلغ بعون الله ذروة التوفيق. *** ومجلة الناصرية هي نفحة من نفحات جلالته، فلقد نشأت بتوجيهه، وصنعت على عينه، ودرجت في ظل عطفه، وها هي ذي قد استوت على ساقها تعجب القراء، وأصبحت بعون الله ثم برعاية المليك مفخرة لهذا المعهد وللقائمين على صحافته، ونحن نقدم مجلة الناصرية كمثل رائع للجهود الموحدة المخلصة، ناطقة بما يحققه التعاون الأخوي من نتائج، فما نراه فيها من معلومات طريفة، وأفكار هادفة وموضوعات حيوية، انما هو ثمرة التعاون التام بين أسرة المعهد ادارة واساتذة وطلاباً تعاوناً يصهر الجهد الفردي في بوتقة الجماعة. ويكون من شذرات الفكر منهجاً ثقافياً ممتازاً. وإذا نصر جماعي عظيم. وانتاج موحد قيم. *** ان مجلة الناصرية هي صوت هذا المعهد الذي يفتخر بانتسابه الى عاهل الجزيرة. وهذا العدد يصدر بحمد الله منبعثاً من أعماق الحقيقة، يحمل الى القلوب أنوار اليقين، وإلى الافكار غذاء العلم. وأملي أن يرى القارئ في هذا العدد فتحاً جديداً، وأن يسرح بصره في رياض زاهرة بالمعرفة، وعلوم في مطارف آداب. وحكم في ثياب فكاهات، وأن يستشف في هذا العدد صورة حقيقية لما يقوم به معهد أنجال المليك من جهود في كل ميادين الحياة الاجتماعية والعملية. *** وبمثل هذا الانتاج والتعاون حظي المعهد بتقدير جلالة الملك المعظم، واعجاب سمو وزير المعارف واحترام الأوساط التعليمية، وذلك لأن سفينة هذا المعهد يوجهها نخبة من الأساتذة الفضلاء من مصريين وسعوديين وفلسطينيين، وعلى رأسهم مشرف فني مخلص في عمله. *** وانا لنرجو لهذه النهضة العلمية الشاملة، التي يحمل لواءها سعود العظيم، أن تؤتي خير الثمار، وأن يحفظ الله على البلاد سعودها، ويمتعها بعهده الميمون حتى تتبوأ بلادنا العظيمة منزلتها التي يؤهلها لها تراثها الاسلامي التليد، ومجدها السعودي العتيد.والله من وراء القصد * مدير المعهد