قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس خلال مراسم حفل التوقيع على اتفاق من شأنه إنهاء الأزمة السياسية في اليمن إن صفحة جديدة تبدأ اليوم في تاريخ هذا البلد. وأضاف الملك مخاطبا القادة اليمنيين بحضور وزراء خارجية دول خليجية في الرياض أمس “اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم”. ووقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المبادرة الخليجية كما وقع عليها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد لكون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي. وبعيد توقيع المبادرة، قام ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وعن المعارضة بالتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة، وهي آلية مزمنة تحدد بالتفصيل ملامح المرحلة الانتقالية في اليمن. وألقى خادم الحرمين كلمة بعد التوقيع، قال فيها” بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله القائل في مُحكم كتابه ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ، والصلاة والسلام على رسول الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الأشقاء، نرحب بكم في وطنكم المملكة العربية السعودية، التي وفقها الرب جل جلاله مع إخوتها في اليمن الشقيق، ومع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، أن نحتفي اليوم بما وفقكم الله إليه من تحكيم العقل، ونبذ الفرقة، وجمع الكلمة، فقد زكى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بلادكم ووصفها بالإيمان والحكمة. أيها الإخوة الكرام في اليمن الشقيق شعباً وحكومة، اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم، تحتاج منكم اليقظة، وإدراك المصالح، وتحديد الأهداف، فالحرية بكل أشكالها لا يمكن لها أن تستقيم دون المسؤولية، فإن اختلفا، فإن النتيجة لذلك هي الفوضى في متاهات، لا يعلمها غير الحق جل جلاله. ولا يكون ذلك إلا بالثبات على قوله الكريم : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ). ولا يدفعكم الماضي إلى متاهات الظلام، وتذكروا قوله تعالى : ( عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ). أيها الإخوة الأشقاء، سيبقى وطنكم المملكة العربية السعودية كما كان في الماضي، عوناً لكم بعد الله، وهذا يستدعي منكم مواجهة التحديات القادمة بحكمة وصدق وشفافية. وليكن طريقكم إلى ذلك الصبر والعمل، وبدون ذلك لا مجال لتحقيق آمالكم، وطموحاتكم، وأهدافكم النبيلة. ختاماً، أقول قولي هذا، وأدعوكم للتمسك بقول الحق: ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً )، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الكلمة التالية : خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية حفظه الله ورعاه . فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون أصحاب المعالي والسعادة أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم ” إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ” صدق الله العظيم . إنها لحظة تاريخية فاصلة نلتقي فيها سوياً هنا في المملكة العربية السعودية التي طالما احتضنت بكل الود والحب لقاءات المصالحة والوفاق بين الفرقاء نلتقي في رعاية قائد حكيم طالما برهن على إخلاصه وغيرته وحبه لأمته العربية والإسلامية وكانت مساعيه الخيرة دائماً لكل ما يحقق الخير والعزة والمنعة لها، نلتقي يجمعنا هدف نبيل سام وقلوبنا تنبض بحب اليمن العزيز وشعبه الأصيل الكريم وأكفنا مرفوعة إلى المولى العزيز القدير بالشكر والحمد والثناء على أن وفق الجهود الخيرة لمجلس التعاون إلى هذه النهاية العظيمة التي نأمل أن توقف إراقة دماء الشعب اليمني الشقيق لينعم بالأمن والاستقرار في ربوعه الغالية. خادم الحرمين الشريفين لقد كانت توجيهاتكم وإخوانكم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون حفظهم الله ورعاهم نابعة من حرصكم على وقف نزيف الدم بين الأشقاء اليمنيين والوصول إلى حل سلمي يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ويحمي إنجازاته ومكتسباته الحضارية وها نحن هنا نتوج تلك الجهود ونقطف ثمار .ذلك العمل المخلص البناء بالتوقيع على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية وبهذه المناسبة لا بد أن نذكر بالعرفان والتقدير المساعي الخيرة لأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية أعضاء المجلس الوزاري لدول المجلس وتوجيهاتهم السديدة ومتابعتهم الحثيثة والجهود المخلصة التي بذلوها لأجل تحقيق هذا الإنجاز التاريخي . والشكر موصول أيضاً إلى الإخوة الأعزاء في الجمهورية اليمنية الشقيقة وفي مقدمتهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وأصحاب المعالي والسعادة أعضاء وفدي حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه على دعمهم ومباركتهم الصادقة والمخلصة للمبادرة الخليجية وما أبدوه من تفهم وتجاوب وما لمسناه منهم من حرص بالغ للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن متطلعين إلى العمل سوياً في المرحلة المقبلة لكل ما من شأنه تحقيق الخير والنماء لليمن الشقيق وشعبه العظيم. والشكر موصول كذلك إلى الدول الصديقة ونخص بالذكر الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام ومبعوثه الخاص الأخ العزيز جمال بن عمر وسفراء دول مجلس التعاون في صنعاء على مساندتهم ودعمهم غير المحدود للمبادرة الخليجية وجهودهم المخلصة فلهم نتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان. والشكر موصول كذلك إلى رجال الإعلام والصحافة الذين نثمن ونقدر جهودهم الإعلامية المخلصة وتفانيهم في أداء واجبهم الإعلامي الوطني والقومي. وأختم كلمتي بقوله عز وجل ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ).