يا ساعة الرحمن تعالي، تغيرت احوالي، وبت في يوم ثاني، مسافة بعيدة في فضاء من الصمت ، يغطي هوة الكلام. يا ربي..!قصائد الصباح الجميل، اوقع هنا اني بيتها، ما بين الصمت، وذاكرة الجنون، مسافة قصيرة، سمعت وقع )زرم( بيوت الشعر، اغقلت نافذتي لسبب بدأ في الحال غريبا، نشوتي لي وحدي وانتشائي في صدر الغيم غيبا لم يحن.. يا ربي..! نصف الاشياء تكون لذاتها، وتلملم الروح مفرداتها، كما تلملم لاعشابها الارض ثديها، وقذفت عيني دمعتين طازجتين حارتين، فحرت قليلا بسببها.! استمطرت الغيم واستمطرت، امضي الى ما اريد، قلبت في يدي ما بقي، وكلمات الامس الدافئة، والورد والحفلة التي خرجت منها مزهوا منكسرا في ان واحد، وليلة هي في ما توحي به، انها من اخير الليالي. اريد ان اقف هنا اخاف من الاسئلة الصعبة المبهمة، المسافة طويلة غامضة وشوقي للمغامرة، يهفو بدون حدود، ومضيت في طريقي الذي لابد منه بذات النشوة، الظل الذي في طريقي برسم لون الشفافية، واعياد من الحب والكلمات الجارحة، وربما هوى سهيلا القديم بحساسية طازجة، رتبت اوقاتي ببساطة شديدة، لم يعد في طريقي شيئا ذا دلالة بالغيب، وكلت الله واطلقت من بين ضلوعي طائر الحب .. يا ربي..! بدات اعرف الى اين اريد، اتلمس المسافة التي في نهايتها ينتهي الظل اليها، وامدد ساقي في وديانها، ليس دائما ما تصبح النهايات مثل ما نتصور في مطلق الاحوال، تاتي اشارات اولى فنفرح او نحزن، طائر الحب بين ضلوعي، انكب يلعق جراحه في غارة خسر طريدة، واقعي لا يلوي علي شيء.. خرجت وفي ثيابي اسئلة البارحة، كأنها انياب تتوسل ما تريد، ولم يعد ممكنا لها حبيسة الصدور والمحاجر، في وجوه الاصدقاء تقرا احلامك، وتفاصيل رؤيا زمن تيسرت دواله، ولك في كيف ترى تلك الدوال، وصار الظل دربي الذي يحفز في مرات، وينثني ويمحو من على وجه الارض، قلت له في مفاتحة اولى: يا ظلي العظيم كل شيء له بداية، وانت اليوم حفيا شفافا معي، اعطيتني مفاتيح هذا الصباح، وارقت مني عيني بحارا تروي الغروس البعيدة..! ولم تخرج اسئلتي بذات التدفق والفيض الذي يكوي، ويكفي ليشعل ذباب الصمت، ايقنت ان ليس بسهولة استجدي ظلي للكلام، لمجرد انه ظلي وحدي، ويبوح لي بما اعرف في لحظة شجن، كنت قد قطعت خطوات طويلة في مشوار، تيسرت لي خيوط تقود الى تكوين، وما يفجعني بحق هي تلك النهاية التي مللتها، وصارت تفيض بما هو يعيدني الى حد الخوف، ليس من النهاية ذاتها، بل من ذات التجربة والطريق والناس، والملل والفرغ المبين، وبقي لي هذا الظل الصامت. القصائد هي مفتاح الكلام، وشاعري وظلي يسبحان في دمي معا، ولابد ان يحدث ما يغري بالانتظار، اذ بدا لي وجه الصباح بما فيه من مكاشفات طريا، وفجأة!، انبرى ظلي فيما يشبه التهويمات الخاطفة يرسل الكلام الشفاف ، يسخر مرة بمرارة، وفي اخرى يفرقع دم ليلة البارحة، بذات الروح المحبة للانتقام، وفي ابانة تدل عن سخط جارف، يعي حجم التحولات التي زعم انها تعني شيئا واحدا، اذ حاول في البدء أن نتبادل الادوار، اصبح انا ظله وليس انا الذي يحرضه للكلام، لم أرتح لهذه النظرة الخاطئة، ولم استطع بالطبع ان ابدي رفضي المباشر قطعيا، وسرى يفضفض بكارة الاشياء في اناة وصبر، بذات الروح الساخرة الساخطة، ومن فيض الكلام، تخرج اشارات شاعري الذي بت المحها في ظل ظلي، ويزدحم فضاء اللحظة بالكلام: المكان بالناس هم يخلقون للحظة طزاجتها ، انتم الحياة ذاتها ونهرها المتدفق، ونهارها المضي، وزمنها الاتي.. وقاطع نشوتي التي بدات تتحقق في بهاء الحضور، بما يشبه الوميض: الامانة ان تكون انت، المسالة ليست مؤامرة، وليست شجاعة محضة ان تغيب كل ما لا تريد، كما ليس أوان اللحظة التي يحل فيها دم العناقيد.. وبقي لي ظلي العتيد وهواجسي واحلامي، بقي لي هذه المسافة الممتدة في شرايين الاوقات الحاذقة، وعلى يقين ان الناس والمسافة والمكان التي حذرني من افراط ملتبس في تحاشيها اتية، عناقيد من السماء ولا حيلة لي فيها، وفي خفاء روحي يتسلل الزمن بالناس ، اما اللحظة التي سيختفي فيها ظلي، فلم تعد بتلك الحساسية التي تثيرني.. ومضيت في دروبي.. يا ربي..!