أبكي عليك اليوم يا شيخنا العامر بقدر بكائك في كل صلاة، أبكي عليك وقد رحلت فجأة عنا أيها الشيخ الجليل، فكل قلوبنا اليوم تتفطر حزناً.. أبكي عليك كبكاء الأطفال ففراقك يترك وحشة كوحشة ليل غادره القمر.. أبكي عليك فهل أملك ألا أن أبكي وأنت قد سكنت كل جوارحي وكل عروقي بلا استثناء!! كنت أرى فيك أبي في سجوده وحلمي الذي أتوق إليه كنت أراك ودوداً عطوفاً لايذكر للطيب مجال إلا وذكرت ولا أمر في الدين إلا وبرزت. استمع إليك ناصحاً فأتسمر في مكاني وينطق لساني بصدق: سمعاً وطاعة شيخنا الجليل سليمان العامر. وأرى تطوعك في كل الأعمال الخيرية فازداد همة لاقتفاء أثرك وانظر إلى ملامحك التقية وأنت متحمس لتعليم حفظة القرآن الكريم فأتمنى لو أملك الملايين لاساهم معك في مشاريعك الخيرية بدون حساب ولا تردد!! لقد كنت من القلائل الذين لم يغوهم المال حتى وهو يطرق بابك ولم تغوك الدنيا ولا المناصب وهي تخطب ودك في كل وقت. عشت نزيها ومت نزيهاً وجعلت ذكرك الطيب باقياً كالمسك يعطرنا حتى بعد وفاتك!! فأنت لست مبدعاً في حديثك ولا في صنيعك فحسب، ولكن كنت مبدعاً في كل شيء آسراً لكل القلوب حتى العاصية فكانت على يديك )بفضل الله( هادية مهدية. فيا ربي يا كريم يا واسع الرحمة تقبل شيخنا الجليل )سليمان العامر( القبول الحسن فهاهو بين يديك يا رحمن بعد أن خرج من بيننا كما يخرج الظفر من اللحم، فترك في القلب ناراً وفي العين أرقاً وفي الأماني أحلاماً علّنا نراه حتى ولو في الأحلام!! أعلم والدي أنك فوق كل هذا الكلام وأنك بأحوج وقت للدعاء بالرحمة والقبول ولكنه الحزن الذي اعترانا جميعاً فأصبحنا بين مصدق ومكذب وياليت المنايا ترجعك يوما لترى بأم عينك كم من عين بكتك وكم من عين ودعتك الوداع الأخير وكم من عين ما زالت تبكي وتبكي فراقك أيها الغالي النفيس. فمن ياترى يعوضنا عن غيابك؟ ومن يعزينا بفقدك ومن يستطيع الوصول إلى بساطة هذا الشيخ الجليل من يستطيع ان يجمع العلم والتواضع وحب البذل والعطاء والعمل باستمرار بدون كلل، من يستطيع ان يعمل ما عمله الشيخ سليمان العامر وما فاز به في الدار الدنيا والآخرة - ان شاء الله - ولا يتسرب إلى نفسه الغرور والكبر ولا الجبروت والظلم. من يستطيع ان يكون طيباً ان حضر وطيباً ان غاب وخيراً لمن حوله ولمن غاب؟ إنني أناشد كل الجمعيات الخيرية ومجلس المنطقة وكل الخيرين بالمنطقة ان يتبنوا تخليد ذكرى الشيخ سليمان العامر بأي عمل خيري وان يكرم الشيخ الراحل تكريماً يليق بما قدمه خلال حياته. رحم الله الشيخ العامر وأجزل له العطاء إنه سميع مجيب. إنا لله وإنا إليه راجعون. عبدالعزيز العيادة