المكرم سعادة الأستاذ الفاضل/ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة /الموقر/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /وبعد/ * عزيزتي الجزيرة: في بلد متعاون ومترابط تسوده الألفة وتشيع بين أفراده المودة والمحبة كبلدنا بلد الخير المتجدد والعطاء المتواصل نشعر بفرحة غامرة وسعادة لاتنقطع كان من ضمن أسباب وجودها وبقائها تلك الجهات التي تعني بالخدمات الإنسانية والأعمال الخيرية سواء الحكومية منها أو تلك التي تعتمد اعتماداً كلياً علي تبرعات المحسنين وأهل الخير وعلى رأسها الجمعيات الخيرية التي احتلت مواقع عديدة من بلادنا الغالية وهذا خير دليل وأعظم حجة على أننا بحمد الله نؤمن بأهمية التكافل الاجتماعي ودوره في المساواة بين أفراد المجتمع غنيهم وفقيرهم بل وكان لزاماً أن تؤدي هذه الأعمال الجليلة بشعب كهذا ان يرتقي إلى مصاف الدول المتحضرة فضلاً عن تحقيق تعاليم إسلامية حث عليها الشرع وأمر بها. والحقيقة التي يجب ذكرها وعدم إغفالها أن الجمعيات تضطلع بدور كبير وعمل جليل في تقديم المساعدات وتخفيف المعاناة عن كثير من الأفراد والأسر الفقيرة التي هي بأمس الحاجة لتقديم تلك الخدمات الجليلة والحق أن ماتقوم به من أعمال وتتحمله من أعباء غني عن التعريف وذكر التفاصيل.. وهي بحمدالله تلقى الدعم المتوالي والاهتمام الكبير من الدولة الرشيدة رعاها الله بل وتعتمد على تبرعات المحسنين وأهل الخير الذين هم حجر الزاوية وأساس البناء في استمرارية نشاط هذه الجمعيات وبقائها على هذه الصورة المشرفة وحفاظاً على تواصل العطاء وتدفق الخير وتوالي الإحسان كان علي المجتمع بأسره أن يهب لدعم هذه المشاريع الخيرية ومساندتها مادياً ومعنوياً. بدءاً من رجال الأعمال والموسرين ومن أنعم الله عليهم من أهل البر والإحسان وانتهاء بمن يريد الأجر ويطمع بالثواب فإن «أفضل الصدقة جهد المقل» وهذا عمل شريف وفضل يجب الاعتراف به فإن المجتمع يتضرر بتضرر أفراده إلا أن البعض يساوره الشك وقد يظن ظانٌّ في مصداقية بعض القائمين على هذه الجمعيات من حيث التموين والصرف لبعض المحتاجين وهذا يشكل حجر عثرة في مسيرة هذا العمل النبيل وبالتالي إحجام بعض المحسنين عن البذل والعطاد ومد يد العون استناداً لهذه الوقائع التي لا تمت للحقيقة بصلة بل ولايعرف الشك إليها سبيلا. وبحق فإن القائمين علي هذه الجمعيات من خيرة الناس وصفوة المجتمع، علماً أن الصرف على المحتاجين وغيرهم يتم وفق خطط مدروسة تشمل أصحاب الأولوية وغيرهم ممن يحتاجون إلى بذل العناية والاهتمام. ولإتمام الفائدة وعموم النفع لابد أن يتقاسم الجميع المهام في تفقد المحتاجين وسبر أحوالهم وبالتالي مساعدتهم وتقديم العون لهم عن طريق التواصل والمشاركة الحثيثة بين الجمعيات من جهة وأئمة المساجد وعمد الأحياء من جهة أخرى وبتضافر هذه الجهود الخيرة تتحقق الأهداف ويستمر العطاء. وفق الله الجميع لما فيه صلاح العباد وخير البلاد. خالد بن عايض البشري