يواجه الكثير من أبناء هذا البلد المعطاء من خريجي الجامعات أو المعاهد وفي كثير من التخصصات صعوبة في الحصول على وظائف تكون مصدر دخل لهم ويؤمنون بها مستقبلهم بإذن الله. ويرجع ذلك بالطبع إلى تركيز الكثير منهم على التخصصات النظرية واحتقار الأعمال المهنية الأخرى. فتجد الطالب أو الدارس كل همه إكمال دراسته وفي تخصصات قد لا يرغبها، وذلك لأن المجتمع حوله يحثه على ذلك مع انه قد يكون لديه اهتمامات مهنية لم تكتشف وتستغل ولم يوجه ويوعى بأهمية استغلالها، كما أنه يخشى أن يتجه إلى العمل المهني أو الحرفي أو اليدوي فلا يجد القبول والرضا من مجتمعه المحيط به. إن البلد ولله الحمد فيه من الوظائف والأعمال والمهن ما لا يعد ولا يحصى إلا أن حرص الكثير من أبنائنا على أن يكون معلما مثلا أو موظفا في دائرة حكومية معينة وعدم الاتجاه لتلك المهن والأعمال قد أضعف من الاهتمام بالجانب الحرفي المهني مما أدى بالتالي إلى شح في الوظائف التعليمية والمكتبية وفي المقابل عجز في المهن والأعمال الحرفية نظرا لتهميشها وقلة الاتجاه إليها بل وعدم التفكير في ذلك والنظر إليها نظرة احتقار وانتقاص. فالذي نحتاجه في بلدنا وفي وقتنا الحالي الذي تقل فيه الأيدي العاملة الوطنية هو توعية الأبناء من جانب المدرسة والأسرة وجميع مؤسسات المجتمع بأهمية العمل وعدم علو أو شرف مهنة على أخرى فالسباك والنجا والحداد والمعلم والطبيب والمهندس والطيار هم أيد تساهم في بناء ورقي وتقدم هذا الوطن، وليس عيبا ان يعمل الإنسان نجارا أو سباكا أوكهربائيا فهؤلاء كما سبق وأن أشرت يساهمون كما يساهم المعلم والطبيب والمهندس والطيار في رفعة ونهضة البلاد. بل إنه يقال )مهنة في اليد أمان من الفقر(. فبهذه الطريقة ستتوفر لأبناء هذا البلد الفرص والوظائف ولن يكون هناك بطالة أو شح في الوظائف والأعمال والمهن إذا عمل كل إنسان فيما يحب واتجه إلى ما يرغب ولم يفرق بين مهنة وأخرى من حيث الأهمية. ولنا قدوة وأسوة في أنبيائنا عليهم السلام الذين عملوا في كثير من المهن فنوح عليه السلام كان نجارا وداود عليه السلام عمل حدادا. قال تعالى: )وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد( ومحمد صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم لأهل مكة وكان يقول )ما من نبي إلا ورعى الغنم( فما وجه الاحتقار والانتقاص إذا للأعمال المهنية واليدوية. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة