** كل عام وأنتم بخير.. وحجاً مقبولاً وسعياً مشكوراً.. كل عام والوطن مخضب بالخير.. مخضلٌّ بالنماء والعطاء هانئاً باستقراره وأمنه. *** هو العيد.. يوم يحلُّ علينا بما يعنيه من فرح وسعادة.. يوم يلثمنا بمعانيه السامية ويعانقنا باحساسه. لكن العيد بالنسبة لإخوة هناك.. هناك حيث أولى القبلتين.. حيث الأرض المباركة مكبلة بالحصار.. معطرة برائحة الدم والبارود. * كيف يأتي العيد؟؟ كيف طعمه؟ ما هو لونه؟؟ * صورة العيد تأتي من حلم طفولة.. من كف عجوز تقتلع الحجر وتخيط «مقلاعاً» وتزهّب رماة الحجر «بالنقيفة». * سيدة نسيت حناء العيد.. لكن دم الشهيد صبغ الكف بحمرته. * للعيد في الوطن السليب صور وصور.. يتلبسك البكاء.. ويبللك الدمع وانت ترى زهور الأرض وهي تموج.. تكبّر والشهيد منقولاً على النعش.. يا له من منظر.. أي عيد.. وأنت تتجلد.. تتصبر على حصار لا يترك لقدم حرية الحركة. * حجراً.. تقابله آلاف الرصاصات وجريحاً.. يقابله عشرات الشهداء.. * لعيدهم هناك طعم الكفاح.. مذاق النضال.. وعيدنا نتذوق فيه اصناف الحلوى ونستطعم فيه كل وجبة. * يا له من عيد.. تسرق فيه فرحة الطفولة، وتسرق منه اشراقته التي لا يعرفها طفل خلف النهر.. * عيد لا يعرفون منه الا اسمه لكنهم يعرفون كل قيمة للحجر.. للمقلاع والنقيفة.. للصمود ولزغرودة أم الشهيد.. أما بهجة العيد لم تغمرهم.. وفرحه لم يزرهم وزهوه لم يلبسوه.. وكأن العيد يأتي اليهم بخجل.. لأن الفرح زائر غريب عن ارضهم. * جرح.. يلد جرحاً.. والمقلاع سيأتي بالفرح.. وان طال انتظاره.. ففرحة انفكاك الوطن من أسره لا تعادلها اية فرحة.. وفرق بين عيدنا وعيدهم.. كل عام وأنتم بخير.. وحج مبرور وسعي مشكور لكل من صعد عرفات وكبّر.