أعلنت السلطات الاسرائيلية ان قنبلة انفجرت صباح أمس الأحد في مدينة نتانيا الساحلية الاسرائيلية مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص واصابة 73 شخصا. وذكر ان أحد القتلى هو منفذ العملية الفدائية الذي كان يلف المتفجرات حول جسمه. وأسفر الانفجار عن إصابة 45 شخصاً على الأقل، جروح اثنين منهم خطيرة. وأصيب معظم الباقين بجروح طفيفة نجمت عن الزجاج المتطاير من واجهات المحلات نتيجة الانفجار. ووقع الانفجار بعد الساعة التاسعة صباحا بقليل عند ناصية شارعي هيرتزل وشوحام قبالة محطة الحافلات المركزية المزدحمة في نتانيا. وقال أحد شهود العيان ان قوة الانفجار أطاحت بسيارة في الهواء، فيما أبلغ شاهد آخر راديو إسرائيل بأنه رأى رأسا تطير في الهواء. وقالت الإذاعة ان خبراء المفرقعات تساعدهم الكلاب البوليسية المدربة، يمشطون المنطقة بحثا عن قنابل أخرى. هذا واعترف راديو اسرائيل بقيام اليهود في مدينة )ناتانيا( بفلسطين المحتلة عام 1948 بالتنكيل بالعمال الفلسطينيين الذين يعملون بالمدينة عقب الانفجار الذي وقع امس. كما اعتدى أفراد الجيش والشرطة الاسرائيليون على عمال ومواطنين فلسطينيين قبل اعتقالهم ونقلهم للتحقيق معهم بحجة علاقتهم بالانفجار. وفي غضون ذلك طالب جدعون عزرا أحد قادة تكتل الليكود وعضو الكنيست الاسرائيلي بإعادة احتلال مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. وقال في تصريح أذاعه الراديو ان على القوات الاسرائيلية دخول طولكرم وقلقيلية وأى مكان فلسطيني لتصفية المخططين لهذه العمليات. تجدر الإشارة الى ان مدينة ناتانيا تقع على بعد 15 كيلو مترا من مدينة طولكرم بالضفة الغربية. وفي غزة أعلنت حركة المقاومة الإسلامية )حماس( أمس الأحد ان انفجار نتانيا الذي أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص يندرج في إطار )مقاومة الاحتلال( لكنها لم تعلن مسؤوليتها عن هذا المفهوم. وقال عبدالعزيز الرنتيسي أحد قادة حماس) ان من الصعب التحديد من المسؤول عن العملية الجريئة( موضحا ان أبناء الشعب الفلسطيني )يقفون الآن صفا واحدا في الدفاع عن أرضهم وأبنائهم ومقدساتهم وهذه العمليات هدفها الأول والأخير الدفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال والفساد والارهاب الصهيوني(. وأكد الرنتيسي ان كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، )لم توقف عملياتها يوما حتى في أحلك الظروف عندما كان التعاون الأمني بين العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية(، مشدداً على أن حماس )مصرة على خطها الاستراتيجي في مقاومة الاحتلال وتؤمن ان الحق الذي اغتصب بالقوة لا يسترد إلا بقوة السلاح وثبت ان هذه الاستراتيجية الصحيحة والوحيدة(. وأشار المسؤول في حماس الى ان العمليات العسكرية ضد إسرائيل ) ليس لها علاقة بشارون أو باراك لكنها مرتبطة بوجود الاحتلال( وقال )طالما في احتلال وممارساته التخريبية والارهابية لابد من مقاومته وهي مقاومة مشروعة رغم أنف بريطانيا التي وقفت مواقف عدائية ضد شعبنا(. هذا ومن ناحيتها رفضت السلطة الفلسطينية أمس الأحد اتهامات نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه بتحميلها مسؤولية انفجارنتانيا الذي أوقع ثلاثة قتلى ونحو أربعين جريحا. وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوكالة فرانس برس تعقيباً على اتهامات سنيه )أننا نرفض تحميل المسؤولية للسلطة الفلسطينية عن هذا الحادث وان استمرار الحصار الاسرائيلي العسكري للأراضي الفلسطينية وتهديدات المسؤولين الاسرائيليين وتحميل السلطة هو هروب من مواجهة الحقيقة(.