لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد يدل على استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لكن وردت أحاديث تدل على فضل زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم فيخرج المسلم بنية الصلاة في مسجده ثم إذا دخل المسجد وصلى تحية المسجد يذهب ويسلم عليه صلى الله عليه وسلم كما في حديث المسيء لما صلى ركعتين ثم ذهب فسلم عليه لانه قصد المسجد فيصلي تحية المسجد ثم يقوم بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم وإذا سلم عليه صلى الله عليه وسلم بالسلام الشرعي الذي لا غلو فيه ولا مبالغة فإن لله سبحانه حقوقاً ولرسوله صلى الله عليه وسلم حقوقاً فحق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً فلا يجوز أن يصرف ما لله لغيره كائنا من كان . فينبغي للمسلم أن يعلم ما عدا ذلك، فلا يجوز دعاؤه ولا الا ستجارة به ولا الاستغاثة به لأن هذه الأمور كلها حق لله عز وجل لا يجوز صرفها لأحد غير الله كائنا من كان قال تعالى: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } نزلت هذه الآية في الأنبياء والرسل الذين يعبدون من دون الله فالأنبياء والرسل بأنفسهم يدعون الله ويلجأون إليه وهم لا يرضون بأن يُدعوا من دون الله لأن حق الله لا يجوز صرفه لأي مخلوق كائناً من كان حتى أن الله خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك } الزمر . فلا يجوز صرف أي حق لله لغير الله حتى ولو كان دعاء لأن الدعاء عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله. ولهذا فإنه ينبغي للمسلم إذا زار مسجده صلى الله عليه وسلم بنية الصلاة فيه ثم السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي له مراعاة حقوق الله ومراعاة حقوق النبي صلى الله عليه وسلم فهذا عبدالله ورسوله فلا نغلو فيه كالنصارى ولا نجفو بل نقول إنه عبدالله ورسوله فينبغي للمسلم إذا وقف عند القبر أن يؤدي حقه صلى الله عليه وسلم في السلام عليه بالسلام الشرعي مع خفض الصوت وعدم التشويش على المصلين وحفظ حق الله عند الموضع وفي غيره وهذه هي سعادة العبد وكذلك السلام على صاحبيه رضي الله عنهما . عبدالرحمن التركي