قرية الحناية في بلغازي قرية هادئة ذات طبيعة جميلة تحوي بين أحضانها أناساً طيبين بسطاء يعتمدون في حياتهم المعيشية على زراعة أراضيهم فيأكلون مما يزرعون ويستأدمون بما تنتجه أغنامهم من حليب كذلك من هذه الأغنام يأكلون بعيدين عن كل متطلبات العصر من مأكولات وغيرها لا يريدون من هذه الدنيا سوى الراحة والأمان عندما تراهم ترى أناساً يختلفون في كل شيء فهم لا يعرفون معنى الطمع والجشع وغير ذلك وكل ما يعرفونه هو الأرض يفلحونها ليأكلوا ما يخرج منها لا يعرفون إلا الماشية يربونها ليتمتعوا بها كيف وهؤلاء الذين يعشقون الأرض قد تركوها منذ فترة مما آثار تساؤل الجميع لماذا تركوا فلاحة الأرض لماذا لم نعد نراهم يحرثون أراضيهم وينشدون الأهازيج كما كانوا قبل أيام؟ هل حمى الوادي المتصدع الذي انتشر في جازان هي السبب ام أن هناك سبباً آخر جعلهم يتركون أراضيهم؟ لمعرفة اجابة هذا السؤال أو قامت الجزيرة بجولة بين بعض أهالي هذه القرية فخرجت بهذه النتيجة وهذه الاجابة: البلدية تعلم السبب ففي البداية تحدث لنا الأستاذ جبران مفرح الغزواني فقال قد يكون هذا المرض هو واحد من الأسباب التي أبعدتنا عن الأرض فمع كثرة المستنقعات ومع عدم وصول فرق الرش الى هنا بشكل مكثف تجمع البعوض على هذه المستنقعات مما جعلنا نفضل الابتعاد عن الأرض خشية الاصابة بالمرض هذا بالاضافة الى أن البلدية تقوم برمي النفايات في داخل أراضينا مما سبب روائح كريهة خاصة عندما تأتي صهاريج شفط البيارات وتفريغ محتوياتها بالقرب من هذه الأراضي وفي أماكن مرتفعة عن مستوى الأرض مما يسبب انسياب هذه القاذورات الى الأراضي ويجعل من المستحيل الاقتراب من الأراضي خوفا من المرض وكما هو معلوم ان هذه المخلفات التي يتم شفطها من البيارات لا تخلو من المواد الكيماوية القاتلة ومع كل هذه القاذورات التي يلقي بها عمال البلدية هنا لا نستطيع زراعة هذه الأراضي وكما ترى أمامك هناك يوجد أماكن مزروعة بالذرة الرفيعة وهي كما ترى خضراء جميلة ولكن هب اننا حاولنا حصدها والأكل منها ماذا سيحدث لنا والحقيقة أن البلدية بهذا العمل الذي تقوم به اغتصبت أراضينا فهل هناك من حل لنا يعيد لنا أراضينا صالحة للزراعة حتى نأكل منها وتأكل من حشائشها اغنامنا التي يقع اعتمادنا في معيشتنا بعد الله عليها. لنا الزراعة أولاً أما محمد علي الغزواني فيقول إن اعتمادنا الكلي في العيش على الأراضي التي نزرعها لأننا مزارعون صحيح أن لنا أعمالا أخرى ولكننا دائما ما نلجأ للأرض كمتنفس لنا نريح فيه أعصابنا من هم العمل اليومي فنحن عندما نعمل في الأرض ونأكل من خيرها نحس بطعم يختلف عن كل طعم أما اليوم ومع وجود هذه النفايات والقاذورات نخاف على أنفسنا ومواشينا من الأمراض خاصة عندما انتشر هذا الوباء الخطير في المنطقة وهذه المخلفات وبخاصة ما ترميه (وايتات) شفط البيارات في الأراضي يشكل في كثير من الأحيان مستنقعات لا تكتفي بإيذائنا بروائحها الكريهة بل تكون مكانا مناسبا لتكاثر البعوض الناقل للأمراض والذي يمكن أن يشكل خطرا حقيقيا يهدد حياتنا وحياة أطفالنا ولك أن ترى بأم عينك ما تفعله سيارة النفايات هذه والتي تفرغ محتواها في الأرض فهل هذا العمل يرضي أحداً هل ما تفعله البلدية بنا وبأراضينا شيء عادل؟ أما الشيخ عمر محمد الغزواني أحد وجهاء قرية الحناية فيقول أنا من الناس المتضررين من هذه الحكاية فكما ترى آثار المكان الذي تصب به الصهاريج محتوياتها من مخلفات البيارات والتي تنساب باتجاه أرضي الواقعة أسفل هذا المرتفع مما أدى الى عدم دخولي الى أرضي خوفا على نفسي من الاصابة بالمرض خصوصا أن هذه المخلفات تحتوي على مواد كيمائية يمكن أن تسمم الناس والماشية على حد سواء. أنا الآن لا يمكنني عمل شيء في أرضي لا استطيع حصد ما في أرضي من ذرة وأراها وهي حسنة المنظر في خضرة رائعة بيد أنني وبصراحة أخاف على نفسي وأبنائي من خطر هذه المخلفات الملقاة من قبل البلدية التي طردتني من أرضي بهذا العمل اللامسؤول فهل هناك من حل كي يضمن عودتي الى أرضي وهل هناك من طريقة تعيد لي تربة أرضي وأراضي بقية الأهالي؟ إننا في حقيقة الأمر لم نعد نهتم لمرض حمى الوادي المتصدع الذي انتشر في المنطقة بل نهتم لهذا الذي قامت به البلدية في اراضينا كما ترى ها هي احدى سيارات البلدية والمهتمة بالنظافة تقوم بافراغ محتواها في الأرض نعم انها على بعد من الأرض ولكن لعلك تشتم تلك الروائح المنبعثة من هذه النفايات وما قامت وايتات شفط البيارات بصبه هنا والتي كما ترى روائح خانقة ولا يخفى عليك أن الهواء مشبع بجراثيم يمكن أن تنقل لنا الأمراض الخطيرة ناهيك عما اذا رعت أغنامنا هنا أو قمنا بحصد المحاصيل الموجودة في الأرض حاليا فانظر حجم المشاكل التي نعانيها والأمراض التي نحن مهددون بها من جراء ما قامت به البلدية من عمل لا مسؤول جاء ليدمر محاصلينا فهل هناك من حل لهذه المشكلة؟ أما مسعود محمد الغزواني فيقول لاشك أن ما تراه العين ابلغ من الوصف وما التقطته بعدستك يكفي أن يشرح الوضع بكل صراحة ووضوح فما نعانيه هنا هو كارثة تحاكي تلك الكارثة الموجودة في المنطقة حاليا بل هي والله أشد منها بكثير لأن حالة المرض يمكن أن يكون منه برء وشفاء بيد أن ما نعيشه بدون دواء حتى لو أن البلدية قامت بجمع ما رمته هنا من قاذورات وأوساخ لن يفيد ذلك بشيء لأن الأرض قد تشبعت من هذه الأوساخ وما تفرزه من مواد سامة قاتلة للزروع والحيوان وقبل ذلك للتربة التي ينبت بها الزرع فتأكل منه الماشية فكما ترى هي معادلة تبدأ بالتربة وتنتهي بالانسان والبلدية قد أفسدت أساس هذه المعادلة بما فعلته ألا وهو التربة فكيف سننجح في زراعة أو تربية للماشية اذا لم يكن هناك تربة صالحة مما يؤدي ذلك الى السؤال الأهم هو كيف سيعيش انسان بسيط مثلي وهو بلا وظيفة واعتماده بعد الله في معيشته على الأرض؟ حقيقة البلدية لم تفكر فيما سيسببه عملها هذا لنا. وكل ما فكرت به هو التخلص من النفايات التي تجمعها من المناطق السكنية فهل في عمل البلدية هذا عدل؟ وهل ما قامت به يرضي الله والرسول والمؤمنين؟ حقيقة نحن في قرية الحناية نعاني الأمرين من هذه الأعمال غير المسؤولة من قبل البلدية, بالله عليك يا ولدي أنت وزميلك كيف سيعيش مثلي بلا أرض وبلا وظيفة يربي مجموعة من الصبية اذا قلنا الضمان الاجتماعي فهو من العام للعام وظروف الحياة صعبة فماذا نفعل أنا والبسطاء هل نموت جوعا نحن وأبناؤنا لتجد البلدية مكانا ترمي فيه النفايات التي لديها وعلى حسابنا نحن وأطفالنا.