قرية الكربوس قرية صغيرة تقع في الجنوب الشرقي من مدينة جازان ولا تبعد الا مسافة قصيرة جدا تبلغ بضعة كيلومترات متوفرة بها كافة الخدمات تقريبا إلا أن المتمعن في وجوه أهلها يرى الحزن والألم في عيونهم ويحس بالمرارة في كلماتهم التي يكاد السامع لها أن يسمع أنّات خوف وقلق من شيء مجهول لا يعرف كنهه, الجزيرة وكما هي عادتها في تلمس مشاكل العامة لتضعها أمام المسؤول ولتوصل اصواتهم اليه قامت بجولة في هذه القرية لمعرفة سبب ذلك الحزن والأسى البادي على وجوه أهلها فخرجت بهذه الحصيلة. تكدس النفايات التقينا أولا بالعم ابراهيم هادي الذي قال إننا دائما نشكو من شيء واحد فقط وهو الخدمات البلدية والتي لا تصل الينا إلا نادرا فنحن وكما ترى نتمتع بكافة الخدمات تقريبا ولكن هناك قصور في الخدمات البلدية يتمثل في عدم وصول سيارات جمع النفايات الى القرية فتكدست النفايات بين البيوت وانبعثت منها الروائح الكريهة التي اصابتنا بالأمراض واليوم ومع انتشار مرض حمى الوادي المتصدع أصبح الخطر المحدق بنا أكبر فمن المعروف أن هذه النفايات تكون مسكنا طبيعيا للحشرات الناقلة للأمراض بمختلف أنواعها وبخاصة الذباب والذي من المعروف انه ينتج ملايين البيض والذي عندما تكتمل أطوار نموه تزحف باتجاه حظائر الحيوانات الموجودة داخل القرية والتي غالبا ما تكون بالقرب من المنازل ومنها الى داخل المنازل لأن الذباب يمكن أن يتأقلم مع البيئة المحيطة به وتخيل أن هذا الذباب يقع على ما في هذه النفايات وفي طريقها الى المنازل يقع على فضلات الماشية ثم يقع على طعامنا فما حجم الأمراض التي سينقلها الذباب الينا والى أطفالنا؟ الشيء الثاني هو تجمع هذه النفايات بجوار المسجد والتي كانت بعلو المتر تقريبا ومع طول انتظارنا لحضور عربات البلدية وصبرنا الطويل لم تأت فقمنا بتقديم طلب لازالة هذه النفايات ولمدة ثلاثة شهور ونحن في مراجعة دائمة للبلدية ولكن لم يحضر الينا أحد فاضطررنا لجمع مبلغ من المال بالرغم من سوء حالتنا المادية وقمنا بنقل هذه النفايات من أمام المسجد لنتمكن من الصلاة فيه دون أذى وفيما بعد جاءت جرافات البلدية وهي من نوع البلدوزر الكبير والتي ولكبر حجمها لم تستطع الدخول لبعض الأماكن ولم تجرف سوى هذه المنطقة, وكما ترى الآن هناك وجود نفايات أمام الأبواب للمنازل التي نسكنها وهاهم أطفالنا وعند لعبهم خارج المنازل لابد لهم من اللعب فيها وأنت لابد أنك تعرف الخطر من ذلك ونحن عاجزون عن نقل هذه النفايات من أمام منازلنا نظرا لحالتنا المادية. أيضا هناك مشكلة أخرى أدهى وأمر من ذلك وهي أننا كما ترى رعاة ومن المعروف منذ قديم الزمان أن الراعي لا ترتاح نفسه إلا بعد أن يطمئن على غنمه فقام اصحاب الغنم ببناء حظائر للأغنام بجوار المنازل والآن ومع انتشار مرض حمى الوادي المتصدع ومع تساقط الأمطار يمكن للبعوض ان ينتقل الى هنا وينقل الفيروس الى الأغنام ومنها الينا مما سيضعنا في مشكلة حرجة مع شبه الغياب من قبل فرق المكافحة المنتشرة سواء الجوية أو الأرضية عن القرية. بعوض المتصدع محمد حسن قال: قريتنا تعاني الكثير من هذه النفايات التي تملأ الشوارع كما ترى وهي وبلا شك تشكل خطرا علينا وعلى أولادنا وهذا الخطر تضاعف مع ظهور مرض حمى الوادي المتصدع والذي بات يفتك بالناس من حولنا في القرى ولا شك أنك ترى بعينك مدى صلاحية قريتنا لانتشار هذا الوباء والذي لا يسعنا إلا أن نسميه الوباء الجهنمي خصوصا في هذه الأيام من السنة حيث تكثر الأمطار التي تؤدي لتشكيل مستنقعات تجلب البعوض للقرية مع وجود حظائر الماشية بجوار المنازل ولعلك الآن تتخيل مدى الخطر الذي يزحف نحونا ونحن عن مواجهته عاجزون تماما فما هو الحل؟ وعلى ما أعتقد أن الصورة أبلغ من الكلام ثم إنني أشكر جريدة الجزيرة والتي دأبت دائما على تلمس مشاكل المواطنين لإيصال أصواتهم للمسؤولين فشكرا للجزيرة واسرة تحريرها على ما يقومون به من جهد لايصال أصواتنا للمسؤولين. أطفالنا في خطر الأستاذ علي خالد قال ان ما تراه العين وتلتقطه العدسة أبلغ من كل وصف فكما ترى أن القرية بيئة صالحة لانتشار الأوبئة والأمراض المختلفة ولعلك تشاهد هذه النفايات المتواجدة أمام أبواب المنازل وفي الشوارع ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئا خاصة مع حالتنا المادية والتي هي صعبة, اننا ومع وجود هذه النفايات في هذه الأماكن يمكن أن تعرض أطفالنا للاصابة بالأمراض خاصة عندما يخرجون للعب خارج المنازل ولابد لهم من التعرض لهذه النفايات واللعب بها مما ينقل لهم الأمراض فهل من مساعدة لنا لنتجاوز هذه المشكلة التي نحن فيها وتهدد صحتنا وصحة أطفالنا كذلك ينقذنا من تلك الروائح المنبعثة منها بشكل يجعلنا نكاد نختنق ونصاب بالغثيان.