تزايد في الآونة الأخيرة خطر الأمراض التي تسللت لنا عبر الأجواء من خلال عوامل عدة، من بينها الرياح العاتية أو تكاثر التلوث البيئي وتنوع أشكاله، بسبب كثرة النفايات والمستنقعات المائية بعد هطول الأمطار، باعتبارها بيئات جاذبة للحشرات وملاذاً آمناً لمتعهد النقل الجوي الرئيس للأمراض المعدية وهو البعوض والذباب. ومع الأسف الشديد أقول إن حي النظيم شرق الرياض أصبح موطناً للآفتين، خصوصاً في ظل وجود بيئة أسهمت في زيادة غزو البعوض والذباب لهذا الحي. فبسبب تكاثر هذه الحشرات الضارة يتطلب من الجهات المعنية، سواء البلدية أم الإدارات التابعة لوزارة الصحة وغيرها، تكثيف الجهود ومحاربة تلك الحشرات التي تنقل الأمراض الفتاكة كمرض الجديري المائي والملاريا والحصبة والرمد وحمى الوادي المتصدع والنكاف والالتهاب الكبدي وغيرها من الأمراض. تكاثر البعوض داخل المنازل والمدارس، وتزايد الذباب حتى أصبح ظاهرة تدعو للقلق، فنحن نحتاج إلى تكثيف محاربة هذه الحشرات، ونريد قافلة متواصلة من الرش المستمر للقضاء على هذه الحشرات، إذ يلاحق تكاثرها زيادة حرارة الجو ودخول فصل الصيف. إن التحقق من وجود المشكلة وحجمها ومدى استعداد القطاعات الصحية والبلدية للتعامل معها أمر يتطلبه الواقع وتحمله المسؤولية، ولا يخفى على أحد أن عمليات الرش في حاجة إلى متعهد لتكون طوال العام على تواصل مع أعمال الوقاية، إضافة إلى المكافحة خلال فترتين صباحية ومسائية، وتجنيد القوى العاملة ليكونوا على أهبة الاستعداد في مواقع الحدث. إننا في حاجة ماسة إلى معالجة وجودها عن طريق فرق الإصحاح البيئي، إضافة إلى فرق البلدية والزراعة والصحة لمكافحة البعوض والذباب بطوريه اليرقي والحشري بواسطة آليات وقوى عاملة راجلة ومحمولة على السيارات، واستخدام المبيدات السائلة الخاصة بمكافحة البعوض البالغ واليرقات، والمبيدات الصلبة الخاصة باليرقات للقضاء عليها في مهدها، إننا نتطلع إلى استجابة سريعة، مقدرين تفهم الجهات المختصة وعملها لما يعود بالنفع والمصلحة على المواطن والمقيم.