بمشاركة 22 دولة وحضور 16 من الملوك والروساء والأمراء العرب افتتحت أعمال القمة العربية الطارئة أمس بمركز القاهرة للمؤتمرات بمدينة نصر والقى الرئيس حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية كلمة أكد فيها على ضرورة وقف تردي العنف في الارض المحتلة مع التمسك بخيار السلام الشامل والعادل وليس السلام القائم على القوة والإملاء، وقال مبارك إن الاستجابة للقمة العربية أكدت الحرص على اهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الامة العربية وأكد الرئيس انه قد حان الوقت الذي تدرك فيه جميع الاطراف وخاصة اسرائيل ان السلام هو الوضع الطبيعي لحياة البشر والسبيل الوحيد لتنمية الشعوب وتقدم الأمم وأن القهر لا يستطيع أن يقدم أمنا والعدوان لا ينتج سلاماً فالسلام يجب أن يكون عادلاً ومتكافئاً محققاً للتوازن بين حقوق الاطراف والتزاماتها واشار الرئيس مبارك في كلمة إلى أنه ليس بوسع اي قوة على الارض ان تقصي حقوق شعبها وتتشدق بالسلام وتطالب بالأمن لها وحدها كما لوكانت حقوقها متفوقة على حقوق عربية أوتحتل مرتبه أعلى منها. واضاف قد قطعنا نحن العرب مسيرة طويلة نحو السلام ولكن يبدو أن بعض الدوائر في إسرائيل أساءت فهم الموقف العربي ولم تقدره حق قدره وتصورت أن الاوضاع الدولية الراهنة تسمح بابتلاع حقوق الغير والاستخفاف بمعتقداته وترويع ابنائه، وأكد مبارك أن اجتماع اليوم في القمة العربية هو تجسيد لنبض الشارع العربي في كل مكان ويجب العمل على وقفه ووقف نزيف الدم في الاراض الفلسطينية وهو ما حاولنا فعله في قمة شرم الشيخ تمهيداً للعودة إلى العملية السلمية. ووجه مبارك في ختام كلمته رسالة إلى إسرائيل أكد فيها على أنه من المستحيل التعايش في المنطقة في ظل موجة العنف التي أدت إلى اهتزاز ثقة الشعوب في جدوى عملية السلام وترك أثار سلبية تحتاج إلى برهنة تقوم بها إسرائيل لتؤكد رغبتها الحقيقية في التعايش مع جيرانها وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني في ظل سلام عادل وشامل، وقال إما أمن وازدهار لحياة الشعوب كلها أو حياه قاسية تسودها الحاجة ونفتقر إلى اطمئنان المستقبل وشعوبنا تتوحد إلى مرحلة جديدة تعوض ما فاتها في فترات الحرب والعنف ومخطىء من يظن أنه قادر على تغيير قوانين التاريخ وجوهر الرسالات أو أن بيده أن يغير مجرى الاحداث مفتوناً بقوة زائفة مآلها إلى الزوال فالاجيال القادمة تتطلع الى يوم تعيش فيه بأمان واستقرار بعيداً عن العنف والتهديد والارهاب ونحن جميعاً عازمون على السير في طريق السلام الدائم والعادل واستعرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاوضاع المتردية داخل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة واستمرار العنف والاعتداءات الاسرائيلية وأكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في كلمته على ضرورة اتخاذ وقفة عربية تتناسب مع طموحاتها وتوقها لرؤية واقع عربي جديد يقوي الأخوّة العربية ويعيد الوزن والفعل العربي الحقيقي إلى مكانته المؤثرة في معاداة القوة في زمن لا تسمع فيه إلا كلمة الأقوياء. وقال لقد كان السبب المباشر لهذه القمة الطارئة هو هذه الموجة من العدوان الغاشم الذي واجهه شعبنا الفلسطيني والتي بدأت حين أتت اقدام شارون أرض الحرم الشريف مشعلاً بهذه الخطوة المدروسة والمبيتة والمخططة مع الحكومة الاسرائيلية شرارة الاشتعال من القدس لتمتد نارها الى كل مدينة وقرية عربية وإسلامية ومسيحية وأكد أن ما حدث كان تخطيطاً مدروساً مع الحكومة الاسرائيلية. واضاف شارون بهذه الزيارة بعداً دينياً على الصراع العربي الاسرائيلي والذي لا يخفى على احد مدى صعوبته واحتوائه. وأضاف أنه منذ انتفاضة الاقصى وشعبنا يواجه أقسى عدوان فقد سقط اكثر من 273 شهيداً واكثر من سبعة آلاف مصاب وجريح. وقال ان محاولات تهويد القدس لا تكف واستمرار العدوان والاعتداءات الدموية لا تكف في اسرائيل لا تلتزم بأية اتفاقيات أو مواثيق ومن هنا يجب على المجتمع الدولي ان يتحمل مسئولياته إزاء عملية السلام وخاصة امريكا والاتحاد الأوروبي والصين واليابان وكل المعنيين والمحبين لعملية السلام. وطالب الرئيس ياسر عرفات بضرورة توفير كل الامكانات والدعم للتحدي والمواجهة لهذه الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة ودعم شعب الانتفاضة المجيدة التي لم تتوقف. وفي كلمته أكد الأمير عبدالله العاهل الأردني على اهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي يستحيل على كل قطر وحده مواجهتها ومواجهة التطورات والتي يشهدها العالم تستدعي تعزيز العمل العربي المشترك وهذا العمل وخاصة العمل الاقتصادي المشترك فوق كل الخلافات. وقال ان القضية الفلسطينية هي القضية الاولى التي تهم امتنا العربية ومن هذه القناعة سيواصل الاردن دعمه للانتفاضة لقد عانت امتنا من العديد من الخلافات في الوقت الذي يشهد فيه العالم من حولنا التكتلات والتجمعات الاقتصادية العالمية واصبح عالمنا العربي يشعر انه يقف على هامش على هذه التطورات وقدراته تتراجع باستمرار وطالب الامير عبدالله بضرورة تعزيز عملنا وقوتنا واهمية التعاون والتكامل فوق الخلافات موجاتها إلا بالنصر، فكل مواطن عربي ومسلم ومسيحي في هذا العالم سيواصل نضاله وبكل الوسائل المشروعة لبلوغ النصر بإذن الله واننا مدعوون لوقفة عربية وقفة عز وشموخ تتناسب وتاريخ هذه الامة العربية العريقة. كلمة الرئيس اللبناني وطالب الرئيس اللبناني اميل لحود بضرورة توحيد جهود الأمة العربية نحو كلمة واحدة وهي تحرير كل الاراضي العربية المحتلة وحق الفلسطينيين في العودة، مشيراً الى إمكانية نجاح ذلك بتوحيد جهود الأمة العربية وخير مثل علىنجاح استعاده الاراضي جنوبلبنان. وأكد لحود على مناصرة وتضامن لبنان مع الفلسطينيين ودعمها الكامل، وقال لا نستطيع حل هذه الازمة الا باتخاذ قرارات جريئة وحاسمة نستطيع أن نقول لشعوبنا نحن نسير أمامكم تجاه التحرير الكامل والاستقلال الكامل مشيراً الى أنه مادامت هناك ارض محتلة لا يمكن ان يكون فيه سلام. الرئيس السوداني ينوه بدور المملكة في دعم الانتفاضة اكد فخامة الرئيس السوداني عمر البشير على ان انعقاد القمة في هذا التوقيت هو امر مناسب لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والامة العربية. واعتبر الرئيس البشير ان اقرار آلية انعقاد القمة يبشر بمرحلة جديدة في العمل العربي المشترك، واضاف ان المجازر التي ارتكبتها الآلة العسكرية الاسرائيلية والتنكيل بالفلسطينيين وحرق المساجد وتهديد سورياولبنان,, كل ذلك يؤكد ضرورة ان نتوافق على اجراءات قوية لدعم حقوق الشعوب العربية في تحرير الاراضي المحتله وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، كما نقف بكل قوانا إلى جانب الشعب السوري في تحرير الجولان، واكد الرئيس البشير ان الجهاد هو السبيل الوحيد للحصول على حقوقنا، ودعا إلى حشد الامكانيات العربية والتمسك بحقوقنا العربية وتحميل المجتمع الدولي مسئوليته في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. ودعا الرئيس البشير إلى وقف كل اشكال العلاقة والتطبيع مع اسرائيل، واحياء المقاطعة العربية ضد اسرائيل, وقال اتوجه بالشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية لما قدمته من اقتراح بانشاء صندوق لدعم الشعب الفلسطيني، وهذا موقف غير مستغرب من حكام وشعب المملكة التي قدمت الكثير للشعب الفلسطيني الشقيق,, وايد الرئيس البشير الاقتراح السعودي الذي وصفه بانه اقتراح عملي ومفيد. واختتم الرئيس البشير كلمته بأن السودان يؤيد البيان الختامي الذي يعتبر حداً ادنى يعبر عن مطالبنا في هذه المرحلة. كلمة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اكد الرئيس اليمني على ضرورة مواجهة الصلف الاسرائيلي ورفع رأس الامة، وقد التزمنا بالسلام وقامت بعض الدول العربية باقامة علاقات وتطبيع مع اسرائيل، ولكن ذلك لن يفيد عملية السلام. وشدد الرئيس اليمني على انه من دعاة سلام كامل وشامل مع استعادة الاراضي العربية بما فيها القدس والجولان وما تبقى مع اراض في لبنان,, والشعب الفلسطيني يحتاج دعماً مادياً وسياسياً ولايحتاج الى كلمات او ادانة او شجب، في هذا الاطار اشاد الرئيس اليمني بمبادرة سمو الامير عبدالله لدعم الانتفاضة الفلسطينية,, و اقترح ان الدعم يكون رسمياً وشعبياً,, وقال لماذا لايتبرع كل مواطن عربي بأجر يوم. وقال ان اسرائيل هُزمت لانها استخدمت الطائرات والدبابات ضد شعب أعزل، واضاف نحن مع المقاومة,, ومع الجهاد,, والعمل السياسي,, ولنقدم اموالا للشعب الفلسطيني لشراء سلاح للفلسطينيين. وشدد الرئيس اليمني انه ضد اصدار كلمات وبيانات,, وانه مع اجراءات,, وان علينا القيام بمهام جديدة,, ونوه الرئيس اليمني بالاتفاق على دورية انعقاد القمة. ملخص كلمة د, عصمت عبدالمجيد الامين العام للجامعة العربية استعرض د, عصمت عبدالمجيد في كلمته ما تمر به المنطقة من تحديات، وشدد على ضرورة مواجهة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتهديدات الاسرائيلية بالعدوان على الدول العربية، واكد ضرورة انسحاب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها قبل 5/يونيو 1967، وتنفيذ كل قرارات الشرعية الدولية. وقال ان القمة العربية ستتخذ من الاجراءات مايدعم الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا، ودعا إلى مراجعة عملية السلام وماحدث خلال الفترة من قمة 1996 وحتى الان، وكذلك تحميل المجتمع الدولي مسئوليات في الزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. واشاد د,عصمت عبدالمجيد بالاتفاق على دورية انعقاد القمة، كما حيا الشعب الفلسطيني واطفال الحجارة. ملخص كلمة فخامة الرئيس السوري بشار الاسد اعرب عن سروره للمشاركة في القمة غير العادية، وانها اول مشاركة له وتأتي في ظروف قمة طارئة ودعا ان تزاوج بين حماس الشباب وحكمة الكهول,. وقال انه سينقل كل مايدور في آمال المواطن السوري وهي آمال لاتختلف عما يدور في افكار وصدور المواطن العربي في كل مكان,, فالعدوان الاسرائيلي تصاعد في هذه المرحلة وهدد المسجد الاقصى,, فقد نزل شارون إلى ساحة المسجد الاقصى لكي يقول لكل فلسطيني,, ولكل عربي,, ولكل مسلم انه يحتقر كل شعائرنا ومقدساتنا,, وهذا لايهم فشارون مجرم وارهابي,, لكن الغريب ان هناك من قال ان شارون هو المسئول وباراك غير مسئول وبالتالي علينا ان ننتبه حتى لايسقط باراك,, لكنهم نسوا ان باراك عزز حملة شارون بآلاف الجنود,, وهو مايدل على ان هناك تنسيقاً بين شارون وباراك,. واذا كان ماحدث للفلسطينيين قد جاء لاسباب انتخابية فماذا يحدث لو ان هناك امراً اكبر داخل اسرائيل,. ان هناك رغبة للاسرائيليين للقتل,, هذه الرغبة ظهرت في ان توجيه الرصاص توجه الى الصدور والرؤوس,,وقال الرئيس بشار الاسد ان لدينا طرفين,, الطرف الاسرائيلي لديه دولة,, ذات سيادة وجيش جرار,, اما الطرف الفلسطيني فليس لديه دولة او سيادة او جيش,, فكيف نسمي اننا ازاء طرفين,, ان القاضي الذي يرى اننا ازاء طرفين ويغض النظر عن دور القاتل,, ويساوي بين القاتل والمقتول,, وخلص الرئيس السوري ان اسرائيل هي المسئولة عن كل مايدور من توتر وارهاب وعدوان في المنطقة لكنهم لا يعترفون بذلك. ودعا الرئيس السوري للتمييز بين الكلمات والممارسات وقال نحن جادون في الوصول الى السلام العادل والكامل,, نحن كعرب نسير نحو السلام,, لكن الاسرائيليين يسيرون في الاتجاه المعاكس,, وهناك تفاصيل كثيرة تؤكد ذلك. كذلك يتحدثون عن التوازن,, اي توازن وعندما تشتعل الاحداث ترتفع الاصوات بالدعوه إلى وقف إراقة الدماء,, لكن القمة لايجب ان تعمل على ذلك,, هي دعوات للاحباط,, لان الشعب الفلسطيني هو الذي يريد ان يجاهد,. ايضا ماذا نقصد بالواقعية فهناك فارق بين قراءة الواقع,, والتعامل مع الواقع,, ونحن ندعو لقراءة الواقع,, وهناك تجربة عملية هي تجربة لبنان التي اصبحت تجربة عربية يجب ان تفخر وان يعتز كل عربي بها,, واستعرض الرئيس بشار الاسد وقائع المواجهة الاسرائيلية اللبنانية ودروس المقاومة اللبنانية التي نجحت في طرد العدو من الاراضي المحتلة,, تجربة لم تحدث إلا في عام 1973,. وقال الرئيس السوري اننا بحاجة الى سلام يعتمد ويستند على الردع,, ولا اقصد بالردع القوة العسكرية,, فالقوة مفهوم شامل منه التضامن,. واضاف يجب تقدير أهمية خطورة هذه القمة وان القرارات سيكون لها مفاعيل عربية ودولية والجميع سينظر الينا كشعب عربي وان الضعف الذي نعيشه نقنع به انفسنا من دون داع. ونحن مطالبون بالاتفاق على صيغ واحترام تلك الصيغ وبمعنى آخر الانتقال إلى حالة ان نكون فاعلين فيجب الزام اسرائيل بالسلام الشامل العادل وليس مجرد سلام على الورق. واكد بشار الاسد على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني واقترح في هذا السياق بانشاء صندوق لدعم الشعب الفلسطيني تشارك فيه الدول العربية وتسدد مشاركتها في ميزانية جامعة الدول العربية. وطالب بشار بعودة الاراضي العربية المحتلة وتحرير جميع الاسرى العرب المسجونين في المعتقلات الاسرائيلية وكما طالب بشار بوقف جميع اشكال التطبيع مع اسرائيل وتمتين العلاقات العربية العربية والعمل العربي المشترك من خلال تفعيل دور الجامعة العربية ونوه باهمية الانعقاد الدوري للقمة وكذلك انهاء الخلافات العربية. واختتم اننا نؤكد على العالم كله اننا حريصون على السلام وفي الوقت نفسه الالتزام بحقوقنا العربية. وأكد الرئيس سلطان ازاي رئيس جمهورية جزر القمر تضامنه مع كلمة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد في اهمية تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني واقتراح انشاء صندوقين لدعم فلسطين ولصيانة المقدسات الاسلامية في فلسطين واعلن على اهمية العمل المشترك لدعم فلسطين.