أحيت الجامعة العربية بمقرها بالقاهرة اليوم ذكرى الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية منذ عام 1967م وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته بهذه المناسبة أن هذه الفعالية هي لتذكير شعوب العالم بالظلم التاريخي الذي كان وما يزال الشعب الفلسطيني ضحيته وللتذكير ايضا بمدى خطورة استمرار هذه المأساة عاما بعد عام وجيلا بعد جيل حيث تستغل اسرائيل كل يوم يمر لتمض في الاحتلال وتدمير الهوية الفلسطينية. وحذر موسى في كلمته خلال الملتقى الذي اقيم ضمن هذه الفعاليات من سياسة اضاعة الوقت والمماطلة والتي ستؤدي الى نقطة اللاعودة وهي سلاح ذو حدين فهذه النقطة لاسرائيل هي نفسها نقطة اللاعودة بالنسبة للعرب والتي ستجعل الصراع يستمر الى ان يتغير الوقف الدولي منبها الى أن استمرار الصراع سيكون باهظ التكاليف على الجانبين العربي والاسرائيلي. وتوجه موسى بنداء الى الضمير العالمي الصامت تجاه معاناة الشعب الفلسطيني كي يحسم امره ازاء سياسة ازدواجية المعايير وممارسات التراجع والتباطؤ وأن يقف وقفة حاسمة الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب السلام العادل ويمتنع عن تسهيل عمليات القمع والحصار وسفك الدماء الاسرائيلية للشعب الفلسطيني. وحذر الامين العام للجامعة العربية من خطورة السياسة الاسرائيلية بالتمادي في السلبية الراهنة تجاه افاق السلام مؤكدا أن هذه السلبية لن تقود سوى الى مزيد من التقدم في طريق الخراب وتأجيج نوازع العنف وعدم الاستقرار وأن سياسة فرض الامر الواقع ومحاولة طمس حقوق الغير باستخدام القوة واستعداء القوى العظمى على الحقوق العربية لن يجلب السلام المعوج الذي تريده اسرائيل ولن يحقق لها الاستقرار الاحادي الذي تنشده ولا الامن الاسرائيلي الذي تتحدث عنه. واعتبر موسى أن العرض التاريخي الذي تقدم به العرب من خلال مبادرة السلام العربية ربما يمثل اشارة لن تتكرر بعرض قيام دولة فلسطينية على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقيةالمحتلة الى جانب دولة اسرائيل والانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة الى خط الرابع من يونيو 1967 والتفاوض على مختلف الملفات العالقة للوصول الى علاقات سلام. ورأى أن رفض اسرائيل لمبادرة السلام العربية او المماطلة في التعامل معها لن يؤدي الا الى تقلص البدائل وابتعاد السلام وتهديد الامن الاقليمي الحالي والمستقبلي. من جانبه أكد مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية بصفة المملكة العربية السعودية رئيس القمة العربية السفير احمد قطان أن الذكرى الاربعين للعدوان الاسرائيلي على الاراضي العربية في الخامس من يونيو 1967م ليست كأي ذكرى أو مناسبة احتفالية وانما هي ذكرى تحفز التأمل والتفكير لاستخلاص العبر والدروس مما اصطلح على تسميته في الادبيات العربية بالنكسة مشيرا الى أن الاهم ليس فحسب استخلاص هذه العبر والدروس بل محاولة ترجمتها الى سياسات وخطط عمل لتحقيق الاهداف العربية الكبرى التي تتمثل في السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية وتأكيد الحق الفلسطيني في الدولة المستقلة بعاصمتها القدسالمحتلة وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194. وتطرق قطان في كلمته الى عدد من النقاط التي تمثل منطلقا جديدا في قراءة نتائج هذا العدوان وهي أن هذه الذكرى لا ينبغي أن تكون مصدرا للمرارة فحسب فما ان وقعت الكارثة والعدوان حتى انعقد مؤتمر القمة العربي في اغسطس من نفس العام 1967 لينهي ما كان معروفا بالحرب الباردة العربية وتقرر فيه المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وليبيا دعم دول المواجهة العربية مصر وسوريا والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية لتبدأ منذ تاريخ هذه القمة اطول حقبة في تاريخ التضامن العربي والعمل العربي المشترك والذي استمر لما بعد حرب اكتوبر عام 1973 . وقال أنه اضافة الى ذلك تم انعاش المقاومة الفلسطينية ونهوض المشروع الوطني الفلسطيني بقيام وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية واعتبارها فيما بعد الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ودخول حركة المقاومة الفلسطينية معركة الكرامة جنبا الى جنب مع الجيش الاردني. //يتبع// 1729 ت م