وجبل عرفة ليس له فضيلةٌ تخصه، وإنما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وجعله بين يديه تجاه القبلة، وقال: «وَقَفتُ ههنا وعرفةُ كلها موقف»، فليس في استقباله في الدعاء يوم عرفة ولا غيره فضيلةٌ ولا استحبابٌ، بل هو إذا التزم ذلك واعتقد أنه أَفضل كان فعله من البدع. والصعود عليه بقصد التعبد والتقرب بدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالنبي لم يصعد الجبل وإنما وقف خلفه، فالتعبد بالصعود عليه كما هو مشاهدٌ من تزاحم الناس عليه من البدع المحدثة وكلُّ بدعةٍ ضلالة، نوَّرَ الله بصائر المسلمين. * زيارة بعض الآثار التي لم تشرع زيارتها على سبيل التعبد، مثل غار حراء وغيره، واعتقاد مشروعية زيارتها: وذلك كله من جملة البدع المحدثة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يأتي شيئا من تلك الآثار، ولا صحابته ولا التابعون بإحسان، وهم أحق بالخير منا، وبالفضل والاتباع ممن بعدهم. وتعظيم الآثار بزيارتها والتقرب بذلك وسيلة من وسائل الشرك، ولهذا قال عمر بن الخطاب لمن رآهم يصلون في مكان قيل انه صلى فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ «انما هَلَكَ من كان قبلكم بمثل هذا يتبعون آثارَ أَنبيائهم...»الأثر. رواه سعيد بن منصور، وابن أبي شيبةَ، وابن وضَّاح بإسناد صحيحٍ عن المعرور بن سُوَيد.