يرعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يوم غد الأحد افتتاح المؤتمر السادس عشر للجمعية السعودية للحاسبات، وقد تم تحديد عنوان لهذا المؤتمر باستخدام الحاسب الآلي في التعليم ويأتي اختيار هذا العنوان في وقت أصبح فيه استخدام الحاسب الآلي في التعليم ضرورة وليس خيارا، ولن أتحدث في هذه الزاوية عن الأهمية التي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لأهمية قطاع تقنية المعلومات بصفة عامة والحاسب الآلي بصفة خاصة وما مشروع وطني الذي يحمل اسمه إلا دليل على هذا الاهتمام، بل سوف يكون الحديث في هذه الحلقة عن موضوع مهم وهو ما هي مبررات استخدام الحاسب الآلي في التعليم؟ وهل العائد التعليمي في ذلك يوازي ما ينفق على هذه الأجهزة,, فأقول,. إن الزيادة الهائلة في حجم المعلومات المتداولة والتطور العلمي والتقني السريع في الحاسب الآلي من أهم العوامل التي وضعت الكثير من التحديات أمام التربويين لاعداد أفراد المجتمع لاستيعاب متطلبات هذا التطور، لما يتطلبه هذا التطور من تغيرات في النشاط البشري ودور الانسان في الانتاج, وهذا يحتم استخدام قدرات الانسان الابتكارية والابداعية بدرجة كبيرة، بمعنى تحديث الانسان لمواجهة المستقبل وزيادة قدرته على الانتاج، وهذه مهمة المؤسسات التربوية في المجتمع, والمدرسة كمؤسسة تربوية يجب أن تقدم للأفراد الوسائل التقنية الفعالة لكي تساعدهم على حل مشكلاتهم وتنمية قدراتهم الابتكارية لمواجهة هذه التطورات. ويعد الحاسب الآلي من الوسائل التكنولوجية الفعالة التي اذا استخدمت استخداما فعالا في مجال التعليم أمكن تحقيق الكثير من أهدافنا التربوية، مثل التعلم حتى التمكن والتعلم الذاتي والتعليم الفردي, ولهذا دخل الحاسب الى الفصول الدراسية بكافة المستويات في الدول المتقدمة، وفي الحقل التربوي أصبحت المهارة في استخدام الحاسب الآلي أحد الأساسيات، وربما أصبحت المحور الرابع في العملية التربوية الى جانب القراءة والكتابة والرياضيات, وفي العصرالمعلوماتي الذي نعايشه الآن أصبحت الأمية في الحاسب تحدث ضررا كبيرا في النمو الذهني ويصبح التأخر نتيجة حتمية للجهل بالحاسب. وحيث أننا نعيش في عصر يتطور بسرعة مذهلة وتتفجر فيه المعلومات وتستجد في كل يوم، ولم يعد التعليم يتحمل الأسلوب القديم الحالي الذي تسير عليه مؤسساتنا التعليمية، حيث ظلت أساليب المحاضرة الجافة المملة، والكتاب المقرر، والاختبار المكرر، هي الطرق السائدة للتحصيل العلمي والتعزيز الفهمي والتأكد من الحفظ والاسترجاع, لذلك لم يترك مجال للتربية لأن تكون منعزلة ومجمدة وبعيدة, وهكذا وجد الحاسب طريقه الى التربية، حيث أولت معظم وزارات التربية في جميع أنحاء العالم إن لم تكن كلها جل اهتمامها في وضع الاستراتيجيات المعلوماتية ومنها استراتيجية استخدام الحاسب الآلي وتقنية المعلومات في تعليم وتدريب وتأهيل الطلاب والمعلمين على مناهج الحاسب وكيفية تحقيق أكبر استفادة من استخدام هذه التقنية مادة ووسيلة لما لهذا النوع من التعليم من أهمية بارزة في تربية أجيال المستقبل, وقد تمثل هذا الاهتمام الكبير في عدة طرق، منها اجراء البحوث والدراسات واعداد الندوات والمؤتمرات والمناهج وغيرها من الأنظمة, ولكن مع هذه الاعدادات ما زالت المنظمة التعليمية العالمية تواجه ضغوطا مكثفة وكبيرة من الرأي العام والخاص ومراكز البحوث والجامعات وغيرها، حول طرق استخدام الحاسب ومدى استخدامها وتطبيقها والاستفادة منها في تنظيم وتطوير وتطبيق الأساليب التقنية والعلمية والمعلوماتية الحديثة في التعليم وكذلك في تطوير المناهج والوسائل التعليمية. وأخيرا إذا كان لي أمنية في هذا المؤتمر فهو اتاحة الفرصة لطلاب وطالبات كليات التربية المتخصصين في مجال الحاسب والتعليم للاستماع للمحاضرات والندوات التي سوف تقام في هذه المناسبة، أعني بذلك أن يكون الحضور الزاميا من قبل الكلية والأساتذة ولو اقتضى الأمر الغياب عن المحاضرة داخل الفصل الدراسي واستبدالها بإحدى محاضرات المؤتمر. *** تنبيه: وردتني رسائل كثيرة عن عدم قدرة القراء فتح موقع مدينة الملك عبدالعزيز الذي يتيح الفرصة للزائر لتقويم الشركات المقدمة للانترنت، وأقول ان الموقع كان مفتوحا عند كتابة المقال أما لماذا أغلق فأترك الاجابة الى وحدة الانترنت في مدينة الملك عبدالعزيز؟. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية