لم تملك وهي تحس بحرقة ولوعة لما يتعرض له أطفال الانتفاضة أن تحبس دمعة حرّى تترقرق من مآقيها لتبين أن حالة الوعي بما يجري طالت حتى أولئك الذين يعتقد أنهم غلفوا ببراءة تعزلهم عن الأحداث وما تحمله من مآس,, تلك كانت أمي وهي تنصت إلى أبيات أعلنت نفسها من خلالي رسالة صامتة . *** ما الذي أراه؟؟!! هل يا ترى بكيتِ؟ هل ترقرقت من عينك الجراح؟ أطبقي جفنيك وانشُدي الصباح *** وتسألينني,. من يحفر القصيدة وينشر الحياة في اليراع ينتزع الإبداع طفلٌ مدججٌ بثائر الأحجار سيعتلي بعزمه ما أعجَزَ الكبار في نحره ميدان يتسعُ المدرعة ويلتقي سنابكَ الفرسان عزائماً تؤججُ السلاح وترفضُ الهوان لكنها موؤودة بسكتةِ الذهول ووصمةِ الخنوعِ والأفول *** سلاحه أصمّ سلاحه الحجر يحمله بكفه لا ينفجر لا ينشطر ليس له ريموت ولا له توقيت وليس ينشرُ الخرابَ والدمار لكنه قذيفة نارية ترهَبُهُ اليهود فتعلنُ الطوارئ تستنفر القواتِ والحشود *** ملاذها في الأممِالمتحدة وتنحني أمامها باكيةً مظلومة مناجمُ الأحجارِ في الخليل ونابُلُس وغزةٍ والناصرة وكل شبرٍ فوقهُ صبيّ يفجِّر الحجر تنفحُه كفوفُه المسمومة تحيله قنبلةً ذرية فتفزعُ اليهود وتنسِجُ البنود وتحكم السياجَ والقيود والخدشُ في جنديِّهم ثمنه عشرون ثمنه الأطفال والهدمُ والتدميرُ والإرهاب وبعدها يناشدون يا أيها الأطفال توقفُوا,. توقفُوا,. نريد أن نعلنَها,. مبادئَ السلام لكننا سنكتبُ الشروطَ والبنود على أشلائكم على دمائكم سنكتب الشروط مع الأشجارِ والأحجار نريد أن نفنيكم جميعكم ونأخذ العهود أن تصمت الأحجار هل تصمت الأحجار؟ أحجارُنا وطن قد سُقِيَت دماؤنا واستغرقت عناءنا وأنبتت في كل نبعٍ فارسا في كفه انتماء وخفقه ولاء *** ليلةٌ تحيطنا شوهاء ترتدي الأسى فجرها قد لاح,. في ضيائه خمول في خيوطه نوازعُ الأشباح بارق لا يرتجي المساء يلهبُ الدياجي والكفاح يمطر الأحلام رجساً على وقائع الآلام وقيعةٌ دثارها نُذُر ووقعة تموج في السحر وبين هذه وتلك خناجرٌ لا تنتحر تهوي من السماء كالشهب عاتيةً لتستبي تعيثُ بالإباء والأرواح ***