لقد كانت مناسبةً مناسبةُ اختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م، فمنذ البدايات الأولى للجنس البشري والثقافة أهم ما يميز المجتمع الإنساني عن التجمعات الحيوانية, فعادات الجماعة وافكارها واتجاهاتها تستمد من التاريخ وتنتقل تراثا اجتماعي الى الاجيال المتعاقبة, واللغة هي العامل الرئيسي لنقل الثقافة وان كانت بعض انماط السلوك والاتجاهات تكتسب بوسائل اخرى غير اللغة، ولعل هواية جمع الطوابع البريدية الآتية من الغرب نمط من انماط السلوك المكتسب، فهواية الشيء هي اكتشاف نواح جمالية في موضوع ما، فيجذب المرء اليه ويميل بصورة عفوية الى اقتنائه دون ان يفكر موضوعيا بالغاية التي يرمي اليها من ذلك لكنه يجد بعد حين أنه حقق شيئاً يبتغيه. وبمناسبة اختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م أقامت المديرية العامة للبريد معرضاً للطوابع في الفترة من 18/6 الى 14/7/1421ه شارك فيه عشرون هاوياً ب 32 لوحة لكل هاو بمجموعات طوابع سعودية قبل وبعد توحيد المملكة وبعض تلك المجموعات تعتبر بحكم النادرة. ومما لفت نظري كمشارك بالمعرض الاقبال الشديد والاهتمام البالغ من هواة جمع الطوابع، مما يدل على ان هذه الهواية أصبحت منتشرة بصورة واسعة في بلادنا، بل في البلاد العربية, ناهيك عن بلدان الغرب، فمن زوار المعرض اناس لا يجمعون الطوابع ولكنهم يتساءلون عن هذه الهواية باهتمام، وخصوصاً عندما يشاهدون اللوحات والدراسات المصاحبة لها,. والهواة انفسهم يجمعون الطوابع بشغف ولهفة، ولكن على سجيتهم من دون اطلاع واف ومعرفة كافية بهذه الهواية الرفيعة، باستثناء قلة منهم، فلا عتب عليهم لأنه لايوجد من يكتب عن هذه الهواية باللغة العربية، خلافا لما هي الحال في لدول الغربية المشحونة بمئات المؤلفات والكاتلوجات السنوية والصحف والنشرات المتخصصة وجمعيات هواة جمع الطوابع، ويقدر عدد هواة جمع الطوابع بالولاياتالمتحدةالأمريكية بأكثر من عشرين مليون، وان جمعيات هواة الطوابع تكاد لا تعد في الولاياتالمتحدة وهي منظمة تعلم الهواية رسمياً لطلاب وطالبات المدارس كمادة رياضية، ويقال ان عدد الأعضاء في 24 الف جمعية في جنوب شرق الولاياتالمتحدة يصل لأكثر من 950 الف عضو فيها. ومادام الشيء بالشيء يذكر فانه يحز في نفس هواة جمع الطوابع بالمملكة وجود جمعية واحدة لهواة جمع الطوابع ونقرأ عن معارضها التي اقامتها خلال مناسبة اختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000 ولا نرى تلك المعارض,,,! نسمع جعجعة ولانرى طحينا حتام ونحن صامتون؟