كان نزار قباني شاعرًا مميزًا، له العديد من القصائد الجميلة، التي ذاع صيتها.. وقد ألف الأستاذ مجدي كامل كتابًا بعنوان: «نزار قباني مشاعر المرأة والحب وأجمل ما كتب»، تضمن أجمل القصائد التي كتبها نزار قباني.. وقال المؤلف: بلغ نزار من الشهرة والانتشار ما لم يبلغه سواه من شعراء العربية، وقد ساعد على ذلك تقديم بعض قصائده غنائيًا مما دفعه إلى الاهتمام بشعره الغنائي الذي كلَّما زاد من أسهمه فعل الشيء نفسه مع من قام بتلحينه وغنائه. ولد نزار وترعرع في بيت دمشقي جميل يشبه بيوت الإسبان -على حد قوله- استطاعت أمه أن تحوّله إلى حديقة عامة تضم أجمل النباتات والورود ويبدو أن هذا العش الجميل كان سببًا في اهتمام الطفل الصغير بالرسم وربما لو لم يكن قد صار شاعرًا لأصبح رسامًا ولكان سلاحه الريشة واللون بدلاً من الكلمة. ويقول نزار قباني عن نفسه أنه لم يكن عبقريًا في طفولته وإنما كان تلميذًا عاديًا جدًا في المرحلة الابتدائية ويقول كنت أحب الرسم والخط الجميل. وتضمن الكتاب العديد من القصائد الشهيرة لنزار يقول في إحدى قصائده: لا تهتمي بأقاصيصي فأنا أعرف كم حرضتك كم ورطتك كم دوختك عند قراءة أشعاري وأنا أعرف ماذا حفرت كتبي فيك وماذا فعلت في أفكارك أفكاري!! ويقول نزار قباني في قصيدة أخرى: تصورت أن حماسي لعينيك كان انفعالاً كأي انفعال وأن كلامي عن الحب كان كأي كلام يقال واكتشتف الآن.. أني كنت قصير الخيال فما كان حبك طفحًا يداوى بماء البنسج والينسون ولا كان خدشًا طفيفًا يعالج بالعشب أو بالدهون ولا كان نوبة برد سترحل عند رحيل رياح الشمال ولكنه كان سيفًا ينام بلحمي وجيش احتلال وأول مرحلة في طريق الجنون وحين أراد نزار أن يتزوج بلقيس أثناء زيارته لبغداد رفضت لأنها تخشى مغامراته والشيء نفسه بالنسبة للأهل وكانت أشعار نزار وقتها في غير صالحه! فكتب قصيدة قال فيها: علمني حبك أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني أحزن لامرأة أبكي بين ذراعيها مثل العصفور لامرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور كما كتب نزار قصيدة قال فيها: مرحبًا يا عراق.. جئت أغنيك وبعض من الغناء بكاء أكل الحزن من حشاشة قلبي والبقايا تقاسمتها النساء هذه القصيدة جعلت بعض المسؤولين في بغداد يتولون خطبة بلقيس من أبيها.. وبعد زواجه من بلقيس كتب يقول: شكرًا لحبك فهو علمني القراءة والكتابة وهو زودني بأروع مفرداتي وهو الذي شطب النساء جميعهن بلحظة واغتال أجمل ذكرياتي وفي عام 1969م تم زواج بلقيس ونزار وكان نزار يبلغ من العمر 46 عامًا.. وكتب يقول: لا امرأة كانت معي كريمة كالبحر راقية كالشعر ودللتني مثلما فعلت وافسدتني مثلما فعلت لا امرأة إلا أنت قد جعلت طفولتي تمتد للخمسين.. إلا أنت وبعد مقتل بلقيس عام 1982م في حادث الهجوم بالمتفجرات على السفارة العراقية في بيروت، حيث كانت تعمل، ترك نزار بيروت وتنقل ما بين القاهرة وباريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن، حيث قضى الأعوام الأخيرة من حياته.. وكتب مجموعة من القصائد في رثاء بلقيس وقال في إحدى القصائد: كنت دائمًا أحس أنها ذاهبة وكان في عينيها دائمًا قلوع تستعد للرحيل وخيارات جاثمة على أهدابها تستعد للإقلاع وفي حقيبة يدها، منذ تزوجتها كان هناك جواز سفر وتذكرة طيران وتأشيرات دخول إلى بلاد لم نزرها وعندما كنت أسألها: ولماذا تضعين كل هذه الأوراق في حقيبة يدك؟ كانت تجيب: لأنني على موعد مع قوس قزح.