لم تكن محاولات تنظيم القاعدة لنشر ثقافة العنف والدمار وإزهاق أرواح الأبرياء من المسلمين وغيرهم إلا وسيلة لتحقيق غاية لم تعد سراً على شعوب العالمين العربي والإسلامي. تتأكد هذه الحقيقة بعد كل عملية أمنية ناجحة تنفذها أجهزة الأمن في المملكة وتلقي القبض بموجبها على أعداد من عناصر تنظيم القاعدة، كما حدث مؤخراً مع 149 عنصراً إرهابياً خططوا لقتل الأبرياء من أبناء الوطن بمختلف الوسائل بما فيها الرسائل البريدية والهدايا. قبل هذا الحدث الجليل حاول تنظيم القاعدة إرسال طرود متفجرات من اليمن إلى أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية في محاولة أخرى من محاولات التنظيم لدفع دول العالم الغربي المتقدم إلى تبني سياسات أمنية أكثر تشدداً عن ذي قبل، وتحريض القوى اليمينية الغربية المسيحية واليهودية المتشددة ضد الإسلام والمسلمين، وتشديد العالم كله للحصار الأمني على العالمين العربي والإسلامي. هذا إذا ما وضعنا في الاعتبار حرص تنظيم القاعدة على تشويه صورة الإسلام والمسلمين في عيون العالم وتعزيز مشاعر العداء لهم في قلوب دول وشعوب العالم. هذه حقيقة واحدة من حقائق تنظيم القاعدة الإرهابي المتطرف لا أقل، ولكن هناك المزيد والكثير من الأكثر. فتنظيم القاعدة لا يكل ولا يمل من محاولاته في استنباط الوسائل الإرهابية وتكرار المحاولات التخريبية اليائسة لإلحاق الضرر بالأبرياء من شعوب العالم. هدفه الإساءة إلى الطرفين الإسلامي وغير الإسلامي ووضعهما في مواجهات ساخنة لا تستفيد منها إلا القلة المتطرفة. محاولات التفجير بالطرود أعلنت الاستنفار في مطارات العالم وضيقت الخناق على عمليات الشحن الجوي خصوصاً من الدول العربية، وتحديداً دولة اليمن التي خسرت الكثير من دخلها الوطني جراء انحسار أعداد السائحين بشكل ملحوظ بفعل أعمال العنف والإرهاب، بل وفقدت الكثير من مواردها الاقتصادية بفضل حروبها الأمنية مع تنظيم القاعدة ومن تحالف معه من المتطرفين والخارجين على الدولة والقانون. هل يمكن القول إن تنظيم القاعدة من الطوابير الخامسة التي تعمل ضد مصلحة الإسلام والمسلمين؟، وهل يعتقد تنظيم القاعدة بالفعل أن عداءه للدول والشعوب الغربية بل وحتى الدول والشعوب الإسلامية ستحقق أهدافه (نشر الإسلام وحماية المسلمين كما يدعي التنظيم) التي لم يعد يشكك في أمرها أيّ من المسلمين من أقصى العالم إلى أدناه؟ وهل يجوز القول إن تنظيم القاعدة يحارب كما يدعي أعداء الإسلام والمسلمين ويحرص على حماية الإسلام والمسلمين ويغار على مصلحتهم لذلك يقتل من يقتل ويدمر ما يدمر باسم ذلك الخطاب؟. جميعا سمعنا خطاب تنظيم القاعدة، وصدقه من صدقه من المتحمسين والمنفعلين، ومن المتطرفين والغاضبين، لكن ما رأيناه ورأوه هم بأمهات أعينهم من أفعال تنظيم القاعدة المشينة لم تدعوهم وتدعونا جميعاً وحسب للتعجب، كما يقول المثل العربي، وإنما دفعتنا إلى التأكد يقينا من حقيقة نوايا وتوجهات التنظيم الخبيثة وانتماءاته العقدية والسياسية المشبوهة. حقا إن مخططات تنظيم القاعدة مخططات مشبوهة تشوبها الفتنة وتنوء بأفعال الجبن والخداع والدناءة. هذا ما أكدته أفعال تنظيم القاعدة الماضية والحالية، والسؤال هل هناك من شك في أفعاله وسلوكياته الإرهابية القادمة؟ لا شك في حقيقة تنظيم القاعدة الذي يسلك مسالك العنف والعداء من أجل البقاء، ونملك الحق في الاحتفاظ بقناعة الحق في مقابل قناعة مسالك الباطل.. التي ينتهجها التنظيم الذي كان ولا يزال وسيبقى باطلاً وزهوقاً.