فقدت الأمة الإسلامية واحداً من أبرز العلماء هو الحبر الجليل فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح بن عثيمين يرحمه الله فقد كان من العلماء الذين جمعوا بين تحصيل العلم على أيدي العلماء في المساجد والكليات وبهاتين الطريقتين كان يدرس تلاميذه, لقد كرس الشيخ حياته في طلب العلم والتعليم لذا تميز بعلمه الغزير وتحقيقاته الدقيقة فهو عالم جند لسانه وقلمه ومكانته لخدمة العقيدة الاسلامية فكان يرحمه الله مناراً يستضاء به من خلال منجزاته الضخمة المتمثلة في الكتب والأشرطة والرسائل ومختلف وسائل الأعلام فهو ذو عقلية مستنيرة سخرها في الدعوة الى الله ومناصرة السنة وقمع البدع. لقد كان الشيخ يعد مدرسة تخرج منها العديد من طلاب العلم, فحياته تذكرنا بما كان عليه السلف الصالح الذين اتصفوا بالورع والزهد والتقى وحب الخير فقد كان عالمنا الجليل معينا لطلاب العلم ويشفع لذوي الحاجات خصوصا الفقراء والمساكين وهذا ما عرفته من خلال المشاهدة والاطلاع فأحبه الناس لعلمه الواسع وتواضعه وسعة صدره ودماثة خلقه ونصحه للمسلمين وزهده في هذه الدنيا فكان له القبول والمحبة عند الناس. وخير دليل على ذلك هو ما قام به ولاة الأمر من إجلال وتكريم للشيخ عبر حياته وبعد مماته فإجماع الناس على محبة العالم منة يمتن الله بها على من يشاء من عباده وفيها مصلحة عظيمة للعباد والبلاد. لقد كانت معرفتي عن قرب بهذا العالم الجليل من خلال المناسبات التي حضرها في القصيم ومنها المحاضرة التي تمت في الغرفة التجارية الصناعية بالمركز الرئيسي ببريدة في العام الماضي أمام حشد من رجال الأعمال والإجابة على أسئلتهم كما استجاب فضيلته للرد على الاسئلة الخاصة بالمجلة التي تصدرها غرفة القصيم فنجد ذلك في الاعداد (58، 59، 81 بمجلة القصيم) وكانت الغرفة التجارية تستشيره وتستفتيه في الأمور الفقهية المتعلقة بأنشطتها. لقد كان هذا الشيخ خلال رحلة حياته التي قضاها بين مسقط رأسه في مدينة عنيزة عام 1347ه والصلاة عليه في المسجد الحرام ودفنه في مكةالمكرمة في منتصف شوال عام 1421ه طالب علم ومعلماً ومفتياً ومرشداً رحم الله عالمنا الشيخ الجليل وأسأل الله ان يحسن عزاء المسلمين في هذا المصاب الجلل. د, عبدالرحمن بن عبد الله المشيقح عضو مجلس منطقة القصيم