تلقى الجميع يوم الخميس الماضي خبر وفاة إمام الدعوة بمحافظة الخرج الشيخ عبدالرحمن بن علي بن عبدالرحمن الصغير عن عمر يقارب 72 عاما ، عقب حياة طويلة مع العلم والتعليم والدعوة والإرشاد ، مرض قبل أكثر من 14 عاما ، وزاد به المرض ولم يثنه عن دعوته وتوجيهه في أكثر المساجد . وقد أجرت الخرج اليوم اتصالات هاتفية بعدد من المشائخ الذين ذكروا مناقب الشيخ الصغير كما يلي : - ذكر الشيخ عبدالعزيز الحويطان الذي تفاجأ بالخبر وقال نشهد الله على حبه ولم أزامله لكني سمعت الكثير من الثناء نسأل الله أن يتغمده برحمته . - فيما ذكر الشيخ عبدالرحمن بن رشيد الوهيبي : الشيخ له مناقب كثيرة من أهمها الاحتساب في كل وقت وكل حين ، وعلى كل كبيرة وصغيرة ، بما يتميز به الاهتمام بالعقيدة ، ويقول إمام جامع الملك عبدالعزيز أن آخر كلمة ألقاها كانت عن التوحيد ، فهو لا يذهب لقرية أو مدينة أو مسجد إلا يتكلم بالتوحيد . كما يهتم الشيخ بأمر الاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ذلك والحكمة فكثيرا من طلبة العلم والمشائخ لا يتحملون كما يتحمل الشيخ عبدالرحمن ، بل أني أذكر لأن مرة ذهب عدد من العلماء لأحد المسئولين الكبار لتوضيح أمر معين في مدينة الرياض ، فلما ذهبنا تفاجئنا بالشيخ الصغير رغم مرضه وشكله وهو جالس على الكرسي وهو لا يقوى على ذلك ، ومرهق جدا لكنه لم يتوانى . والشيخ يحرص على طلابه فكان لا يعنف أحدا من طلابه وهذه مسالة تخفى على الكثير ، ويوجههم حسب الطريقة المناسبة ، ومما يميز الشيخ أن يحاول نصح طلابه بعد الخوض في الأمور الخلافية وما يوغل الصدور بين طلاب العلم ، من الأمور التي تحصل بين الطلاب . أنا أتذكر أني حضرت مع الشيخ في جامع العزيزية عام 1397ه ودروسه في التوحيد ، وحضرت صحيح البخاري ومسلم في جامع الإمام مالك . وذكر الشيخ محمد الخنين أن الشيخ عبدالرحمن الصغير من المجددين بالخرج أفنى حياتها كلها في التدريس بعد الفجر وإلقاء الكلمات في المساجد وليس في الخرج فقط ، بل في كل انحاء المملكة بل في كل أنحاء العالم ، وتميز بدماثة الخلق والسماحة والتعامل الطيب مع الناس ومع رأيت مثله في جلب القلوب ، كل الناس يقبلونه ، لا يرفع الصوت حتى في الانكار ، وهو مستوعب لكل الطوائف والناس ، قل أن يوجد مثله ، بالاضافة إلى علمية كبيرة حصينة درس عند الشيخ ابن باز ، رأيته كثيرا في دروسه ، وقد صبر وتحمل كثيرا وهو لا يعطي نفسه أي حساب ، فمن مثله كان مستلقيا على الفراش ، لكن الله أعطاها صبر وجلد ، ولم أرى في الخرج والله أعلم مثله ، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ، وأن يلهم أهله وطلابه الصبر والسلوان . كما ذكر الشيخ مطلق بن عبيد الرفدي : كانت بداية معرفتي له رحمه الله قبل 35 سنة حيث كان والدي رحمه الله يحضر دروسه ويصطحبنا معه وفي ذلك الوقت كان الشيخ رحمه الله يحتسب ويأتي سيراً على الأقدام من حي العزيزية ليؤم الناس في صلاة التراويح بمسجد الخالدية الأول ومن ذلك الحين عرفت الشيخ وأحببته وكنت أحرص على حضور دروسه وكلماته وأستفيد من سمته وتوجيهاته وقد درج الناس وجرت عادتهم في الغالب أنه لا يصدر الثناء منهم على الإنسان إلا بعد وفاته ولكن شيخنا الفاضل عبد الرحمن الصغير رحمه الله رحمة واسعة بلغ مرتبة عالية في العلم والأخلاق الحسنة والعمل المتواصل فيما ينفع الإسلام والمسلمين وأحبه الخاص والعام ونال الثناء الحسن في حياته وبعد مماته وأظن أن كل من يعرف الشيخ لا يحمل في نفسه عليه إلا الود والمحبة أما في حياته رحمه الله فقد صحبته طويلاً وطلبت العلم على يديه في مسجده بحي العزيزية وفي درس أسبوعي كان يقيمه في منزله وكذلك في مسجده بحي مشرف بعد انتقاله من العزيزية فرأيت فيه الجد في بث العلم ونشره وترسيخه للعقيدة الصحيحة من خلال تعليقاته في درسه وحرصه على إفادة المتلقي بنفس طيبة والإجابة على الأسئلة إجابة شافية ووافية . فيما خصص الشيخ صالح بن بخيت الدويلة جزء من خطبيته ذكر فيها مآثر الشيخ الصغير في حديث خالطه البكاء حينما ذكر العديد من صفاته التي قل ما تجدها في شخص مثله . وهاهو الشيخ يرحل وهو يضرب مثلا ، ويعطي درسا في آخر يوم في حياته ، وخاصة لأولئك الباحثين عن الشهرة في طلب العلم ، والتصدر للفتوى ، والظهور الإعلامي للملايين من المتابعين في تويتر وغيره ، رحل الشيخ دون ان يترك صورة شخصية في النت أو تويتر أو الفيس بوك ، لكنه بلا شك تركها في قلوب كل من عرفه وجالسه ، فجمع في حياته : العلم والتعلم والصبر والصدقة والبر والدعوة والجهاد في رحلته لأفغانستان فرحمك الله شيخنا الفاضل وجمعنا بك في جنات النعيم . بيته بحي العزيزية الذي قضى فيه أغلب سني حياته قبل الانتقال لحي مشرف شارع بيته في العزيزية بين المدرسة والجامع لا زالت خطواته يتذكرها من عرفوه ذاهبا آيبا للجامع جامع العزيزة والذي رمم مؤخرا كانت بدايات دروسه فيه ملامح حي العزيزية ومدرسة الملك عبدالعزيز القريبة من بيته ومسجده