الحديث عن وفاة علم من اعلام الامة الاسلامية لايمكن بحال من الاحوال ان يفي بالشعور الحقيقي لحجمه، وهذا ينطبق ولاشك على وفاة شيخنا الجليل محمد بن عثيمين يرحمه الله بالامس, اننا نفقد بهذا المصاب الجلل احد رواد مدارس العلم الاسلامي في بلادنا ممن اضاءوا الطريق لسنوات طويلة، وممن بذلوا جل وقتهم في خدمة الإسلام والمسلمين. لقد كان رحمه الله من الشخصيات القلائل الذي تشعر، حين تراه او مما تسمع عنه، بأنك امام مثال حقيقي لما ينبغي ان يتحلى به العالم المسلم من صفات، تجد فيه سمة العالم الفاضل، صاحب المعرفة الغزيرة بأمور الدين الإسلامي، المتحلي بالصفات الإسلامية النبيلة من التقى والورع والزهد والتواضع. لقد كان رحمه الله حاضراً مع المسلمين في مجالسهم من كثرة مايذكر عنه من تلك الصفات، كما كان نشاطه في التأليف وفي وسائل الإعلام، وحلقات الذكر والندوات والمحاضرات، ومجالس ولاة الامر والعلماء ينم عن شخصية ذات نشاط دؤوب ولايتعب حتى آخر لحظة من لحظات حياته. لقد نذر شيخنا الجليل حياته لخدمة الإسلام والمسلمين، فأحب المسلمين في الله واحبوه، فكان لهم ناصح امين واستمعوا اليه بكل تقدير واجلال يرقى الى مستوى العلماء الذين فضلهم الله جل وعلا في كتابه. ان الموت طريق كل حي وهو ما ادركه علامتنا جيدا، فقدم من العمل الجليل ما سيظل نبراساً لهم يضيء لهم الطريق، وتعلم وتتلمذ على يديه العديد من طلاب العلم ممن نأمل ان يقتدوا به ويقدموا للمسلمين مثل ماقدمه شيخنا الكبير يرحمه الله. مرة اخرى مصابنا جلل وخطبنا عظيم، ومثل ما رزئنا بالأمس بوفاة سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يرحمه الله نخسر اليوم علامة اخر من علمائنا، نسأل الله العلي القدير ان يجمعنا بهم في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا، إنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم. د, محمد بن عبدالعزيز الحيزان رئيس قسم الإعلام في جامعة الإمام