السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كل شيء يحيط بالفتاة أو المرأة في هذا العصر الصاخب والسريع التحول يدعوها إلى التأني وحساب الخطوات التي تخطوها، فكل إطلاله على جديد في هذا الوقت تعد إقبالاً على حافة صخرة تكاد تنهار وتزل بقدم صاحبتها ما لم تتحرز من عواقبها، والفتاة وهي تتطلع بنفس تواقة إلى الجديد والنافع في حياتها تعول على من حولها الكثير من أسهم الفائدة المستمرة في تقديم العون والمساعدة وخصوصاً والديها وأفضل المقربات إليها، إذا لم تكن الفتاة جادة في التعامل مع المعطيات والرموز التي تلف خصوصيتها ووضعها في المجتمع سوف تتعب كثيراً في حال وجود تقصير أو إخفاق في أي من النتائج أو النواحي في حياتها وعلى أي مستوى كانت، وحيث كان أكلف ما عنيت به الفتاة في تفكيرها هو الخروج من دائرة الفتاة إلى المرأة والأم والمربية كاتساق طبيعي مع مسلمات وضع المرأة بعد أن تتخطى مرحلة الطفولة والمراهقة والدراسة والعمل إن وجد، ثم تصل إلى المرحلة الأكثر خصوبة في حياتها، وهي الزوجة والأم وقبل هذا وذاك مرحلة الاختيار لمن هو الزوج او الشخص الذي سوف يشاركها في ما تبقى من فصول حياتها وهنا تظهر مسؤولية الوالدين والأقربين في تقصي مدى ملاءة هذا الرجل المتقدم للزواج خلقاً وسلوكاً وتعاملاً، ومخطئ من يمدح أو ينقل واقعاً غير صحيح لما هو عليه هذا الرجل او الشاب المتقدم ومدى موافقته لتطلعات هذه المرأة، فالضحية الأولى لمردود المجاملة للناس فيما بينهم هي تلك الفتاة والتي قد تدخل في متاهات من المعاناة مع هذا الشاب الذي أعطيت عنه صورة مغايرة لما هو عليه في الواقع، لذا كان من حق الفتاة المقبلة على الزواج ان تتاح لها الفرصة في تقصي حقيقة المتقدم ومعرفة الكثير عنه مما يمت لحياتها معه بصلة إن كان سلوكاً او خلقاً أو تعاملاً أو خلافه، فمن الممكن بل من السهل على بعض الناس ان يجمل أي شخص في عين غيره طالما ان الناس لا يعرفونه ولم يسبق لهم الوقوف على اتجاهات ومغازي شخصيته والصفات التي يتصف بها، الرديء منها والحسن، ويرى من يعطي الصورة غير الواقعية للشخص المتقدم للزواج ان في تزويج غير المؤهل للزواج بداية للتغير في حياته وإن كان هذا هو المرجو دائما إلا ان هناك من الصفات في الناس ما يكون من الصعوبة على المرأة ان تتعايش معها اوعلى الأقل بعض النساء وقد تكون هذه الفتاة منهم، فما ذنب هذه الفتاة ان تكون محطة تجارب لحياة هذا الشخص غير الكفء أو غير المناسب، وكيف لم يراعوا الله في هذه الفتاة وفي بقية حياتها, لذا وحتى تتجاوز الفتاة هذه الإشكالية عليها التأني والسؤال وألاّ تنخدع بظاهر الأمور وان تتقصى عن بواطنها وألاّ يسلبها حب الزواج وكمالياته والرغبة بالانتقال إلى المنزل الجديد والأنيق الذي قد يكون خالياً من التوافق والانسجام, والفتاة بما تحمله من علم بأمور دينها وبمساعدة ذويها تكون هي الأقدر على الاختيار الصحيح والموفق بإذن الله. محمد بن سعود الزويد الرياض