نحمد الله سبحانه وتعالى ونثني عليه، ونشكره على عظيم نعمه، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين وبعد. فإن خطب المسلمين جلل ومصابهم فادح في سماحة شيخنا ووالدنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين إمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر. فقد قال ربنا عز وجل: (يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه) وقال تبارك وتعالى: (وردوا الى الله مولاهم الحق). وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون، كل نفس ذائقة الموت). وإننا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى, فحقه على اخوانه المسلمين الدعاء بالمغفرة والرحمة وألا يكله الله الى عمله طرفة عين فإن الانسان إذا وكل عمله الى قوته وكل الى ضعف وعجز, فإن فقد العلماء لمصيبة عظيمة ورزية كبيرة لأن العلماء هم ورثة الأنبياء, وفقد عالم من العلماء يعني فقد من حاز جزءاً من ميراث النبوة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العلماء ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا). قال الشاعر: لعمرك ما الرزية فقد مال ولا فرس يموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شخص يموت بموته خلق كثير وأتقدم بأحر التعازي الى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني والى هيئة كبار العلماء وطلبة العلم والأمة الاسلامية، والى ابناء الفقيد تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا اليه راجعون). محمد بن سليمان الصالح الجطيلي إمام مسجد الجطيلي بحي الفيصلية ببريدة