الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على خاتم الرسل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد,. تلقيت خبر وفاة والدنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة يوم الأربعاء الموافق 15/10/1421ه بما يتلقاه الصابرون والراضون بقضاء الله وقدره بترديد إنا لله وإنا إليه راجعون وحاولت اقناع نفسي ان هذا الخبر مجرد اشاعة رغم كثرة الباكين حولي، وكم كانت المصيبة عظيمة لما تأكد الخبر كيف لا وهو رحمه الله والد الجميع فعيد هذا العام ليس للناس فيه فرحة كل عام فالطفل في عينيه سؤال متى يعود الشيخ الينا؟ والشباب يتباشرون بأخبار تحسن صحته والكبار كثيرا ما يلهجون بالدعاء له بالصحة وطول العمر. قضى رحمه الله تعالى حياته للناس ومن أجلهم داعية ومعلما ومرشدا في أشرف ما يمكن ان يخدم المرء مجتمعه وأمته قاصدا وجه الله والدار الآخرة، نسأل الله ان يعظم له الأجر وان يجزل له المثوبة. وان أسرة المعهد العلمي في محافظة عنيزة، والذي تشرف بأن كان فضيلته رحمه الله أحد منسوبيه منذ عام 1374ه حتى انتقاله للعمل في فرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في القصيم قد آلمها المصاب فقد فقدنا الأب الحاني والمربي الفاضل وكم كانت وفاته خسارة جسيمة على المعهد حيث لم يقطع صلته به فمنذ أعوام قد خص المعهد بمحاضرة تميز وشرف بها المعهد وكان يوم الاثنين من كل شهر موعدا لها يحضرها المعلمون والاداريون والطلاب على حد سواء وقد كان لها الأثر المحمود على المعهد. لقد فقدنا بوفاته رحمه الله عالما معلما زاهدا ذا أسلوب متميز في الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومثلا حيا لتطبيق منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، كما فقدنا القدوة الحسنة رحمه الله رحمة واسعة. وفي الختام اعزي نفسي وجميع المسلمين في فقد فقيد الامة، كما أرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وان ينفع الله بعلمه وطلابه من بعده وان يعظم له الأجر والمثوبة انه ولي ذلك والقادر عليه. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان