تعليقاً على مقال الأخت فاطمة العتيبي بعنوان (دناءة نفس) الذي نُشر يوم السبت الموافق 22 ذي القعدة 1431ه العدد 13911 الذي يرمي إلى كثرة طلبات الزوجة بما يثقل على زوجها, وأيضاً تعليقاً على مقال نور العلي بعنوان (أين أنت من الذين يستحوذون على رواتب زوجاتهم) الذي نُشر في يوم الخميس الموافق 27 ذي القعدة 1431ه العدد 13916 الذي يرمي إلى الزوج الذي يستغل راتب زوجته بغير وجه حق، فهذا الموضوع حساس جداً لا يحس به إلا من مر به؛ حيث إن هذا الموضوع يقوم عليه أهم أركان بيت الزوجية ألا وهو التوافق والمودة؛ ففي انعدامه ينعدم بيت الزوجية ويصير الطلاق والتفرق، قال الله تعالى في سورة الروم: ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? (21) سورة الروم، فالواجب على الزوجين التوافق في كل شيء، ومن ذلك النفقة على منزل الزوجية؛ فظروف الدنيا لا نعلمها فقد تكون سيئة للزوجين أو إحداهما؛ فيجب التوافق بأخذ كل من الزوجين رأي الآخر ولو بالقدر القليل، فإذا كانت الزوجة أعلى دخلاً من الزوج فعليها المشاركة في نفقة منزل الزوجية لدوام المودة، ولكن يصرف بالمعروف وليس بالتبذير والتضييع، وواجب الزوج في هذه الحالة المحافظة على مال زوجته بعدم التبذير والنفقة في هوامش الحياة ومناصحتها بالمحافظة على مالها وتنميته وليس بخلاف كثير من الأزواج الذين يشجعون زوجاتهم ثم يبذرون الأموال التي يجمعونها في أشهر وتذهب هباء الريح في أيام أو ساعات مقابل هوامش الحياة التي نحن في غنى عنها، وتكون ردة فعل الزوجة تجاه زوجها البغض والكراهية للزوج وهدم أحد أركان الزوجية وهو التوافق والمودة، ومن ناحية أخرى إذا كان الوضع بالعكس بأن يكون الزوج ذا راتب جيد والزوجة ليس لها راتب فالواجب على الزوج إعطاء جميع نفقات المنزل وتفقده وتخصيص مبلغ معين لزوجته كل شهر تكون فيه حرة في صرفه في الصدقة أو الملبس أو تزين نفسها به أو تزيين منزلها فهذا من دوام التوافق والمودة ولا تكون الزوجة جشعة بكثرة طلباتها بل تكون ذات سياسة اقتصادية حيث تحدد نفسها بمبلغ معين في الشهر لا تزيد عليه فإن نفد فتصبر إلى الشهر الآخر وليس كبعض الزوجات اللاتي لا تنتهي طلباتهن ولا طلبات بيوتهن؛ ما يكره الأزواج فيهن وتكون ردة الزوج تجاه زوجته البغض والكراهية، وكما قلت هدم ركن التوافق والمودة الزوجية. أما في مسألة الإنفاق فإذا كان الزوجان موظفين فيكون بالمشاركة والتعاون من الطرفين في جميع المصروفات بالمناصفة والمشاركة بقدر الإمكان بغض النظر عمن يخصه، وتعاون الطرفين أيضا في الأزمات المالية وكذلك المشاركة في بعض المشاريع الاستثمارية مع الزوجة بعد رضاها والاتفاق على مقدار المشاركة والمكسب والخسارة باتفاق كامل قبل البدء في المشروع؛ فالتعاون في جميع الأحوال خير وبركة ومعونة وتقوية وترابط بين المجتمع الإسلامي، ولا يعلم حلاوته إلا من ذاقه. قال الله تعالى في سورة المائدة (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (2) سورة المائدة.