فقد قرأت في موسم حج العام الماضي ما قاله مسؤول في التوعية في الحج حيث قال كلاماً معناه: (اتركوا الحجاج كل يأخذ بمذهبه في مناسك الحج)، فتعجبت كيف تصدر هذه المقالة من مثله إذ معنى هذه المقالة أنه لا فائدة من التوعية ما دام أنه يترك كل على مذهبه، لأن معنى التوعية توجيه الحجاج للعمل في مناسكهم على وفق الدليل من الكتاب والسنة حتى يكون حجهم صحيحاً موافقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم)، ونحن ندعو إلى الأخذ بما قام عليه الدليل لا التزام بمذهب معين، ومهمتنا بيان ذلك للناس من غير إلزام لهم بما نقول لأن الفتوى هي بيان الحكم الشرعي من غير إلزام للمستفتي لأن المفتي لا يملك الإلزام، وإنما يملك البيان فقط، وإنما الإلزام للقاضي فلا يسعنا أن نشاهد بعض المسلمين على الخطأ ولا نبين له الصواب في أحكام حجه وعمرته ويقال: (كل على مذهبه) وقد قال تعالى(وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ ) (187) سورة آل عمران. وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (159) (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )(160) سورة البقرة، هذا ما أحببت التنبيه عليه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.