تعد بلدة غسلة بالقرائن أو كما تسمى قديما (ذات غسل) من أقدم بلدان منطقة الوشم,, قال يا قوت الحموي (1) : غِسل: بكسر أوله وسكون ثانيه، ما يغسل به الرأس من الخطمي وغيره,, ويقول الأديب الشيخ محمد بن بليهد (2) : غِسل بكسر أوله ما يغسل به الرأس من سدر وخطمي ونحو ذلك,. قال الراعي: وأظعان طلبت بذات لوثٍ يريد رسيمُها سراعاً ولينا أنخن جمالهن بذات غسل سراة اليوم يمهدن الكُدُونا وأنشد الحفصي: بثرمداء شُعَبٌ من عَقل وذات غسل ما بذات غسل (3) وبلدة غسلة قديمة جداً كانت معروفة قبل البعثة المحَمّديَّة وسكانها قبائل عربية مشهورة,,وخلدها الشعراء في شعرهم بل إن هذه البلدة تعتبر من أقدم بلدان الوشم عمراناً,, ويذكر البكري في كتابه (معجم ما استعجم) أن غسل موضع في ديار بني أسد وساق بيت امرىء القيس: تربع بالستار ستارغسل إلى قدر فجاولها الولي (4) ثم ذكر البكري أن بني أسد قتلت حبان بن معاوية بن مالك بن كلاب في هذا الموضع فرثاه عمه بن مالك بقصيدة قال فيها: أقول لصاحبيَّ بذات غسل المابي على الحدث المقيم وذكر ياقوت الحموي (5) : أن بلدة ذات غسل (غسله) كانت لبني كليب بن يربوع رهط الشاعر المشهور جرير,. أما في صدر الإسلام فالثابت أن بني نمير قد استوطنوا (ذات غسل) وأصبحت داخلة في حمى قبيلتهم, وكذلك ممن سكن هذه البلدة الشاعر ذو الرمة الذي مدح أهلها وخص بالمدح منهم شخصا يقال له (بيهس) حيث يقول: ولو عريت أصلابها عند بيهس على ذات غسل لم تشمس رحالها (6) وقد بقي من آثار بني نمير ب (ذات غسل) الوادي المشهور (النميري) فهذا الاسم باقٍ إلى يومنا هذا ويلتقي بهذا الوادي وادٍ آخر يحمل اسم قبيلة أخرى وهو (العنبري) نسبة لقبيلة بني العنبر من تميم,, يقول الأستاذ الأديب عبدالكريم الجهيمان وهو من مواليد بلدة غسلة بالقرائن يقول قصيدة نظمها في بواكير الصبا مادحاً بلدة غسلة ومتذكراً الأيام التي عاشها في هذه البلدة وهي قصيدة طويلة: يا حبذا ذات غسل في ملاوتها وحبذا خطرات في ضواحيها وجلسة في النقا في معشر نجب أشهى إليّ من الدنيا وما فيها (7) وفي الوقت الحاضر فإن بلدة غسلة بالقرائن تابعة لمحافظة شقراء التي تبعد عنها مسافة خمسة كيلومترات,, وقد تطورت هذه البلدة في الآونة الأخيرة وترتب على ذلك تقلص المسافة بينها وبين محافظة شقراء نتيجة للتطور العمراني الذي تشهده محافظة شقراء وبلدة غسلة,, وقد كانت هذه البلدة زاخرة بالعديد من الآثار التاريخية والأثرية منذ بداية زمن النبوة إلى يومنا هذا ولكن أغلبها اندثر مع مرور الزمن وعوامل الطبيعة ولم يبق إلا القليل. المراجع: 1 معجم البلدان المجلد الرابع ص204. 2 المصباح المنير تأليف أحمد المقري ص612. 3 معجم البلدان المجلد الرابع ص 204. 4 البكري معجم ما استعجم ج3 ص977. 5 معجم البلدان ج4 ص204. 6 ديوان ذي الرمة ص 627. 7 مذكرات وذكريات من حياتي عبدالكريم الجهيمان ص121.