أعاد المفكر العراقي الدكتور عبد المحسن شعبان أسباب نجاح المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى ديناميكية سياسية جديدة انتهجها خادم الحرمين، بالإضافة إلى التقارب الذي يقيمه الملك عبدالله من جميع الأطراف السياسية في العراق معززاً ذلك بالمكانة التي يتبوؤها خادم الحرمين الشريفين في المنطقة بشكل خاص وعلى مستوى العالم بشكل عام. وذكر شعبان أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الداعية إلى لم الشمل العراقي، تأتي في ظرف دقيق وحساس للغاية وهي مبادرة مهمة لأنها تطرح ديناميكية سياسية جديدة بهدف عبور حالة الجمود والتنافر التي وصلت إليها الحال العراقية، والمملكة عرف عنها حرصها على جمع الشمل العراقي منذ بداية الأزمة العراقية. وأضاف أن المملكة تعتبر طرفا محايدا في النزاع مابين القوى المتصارعة داخل العراق لذا فهي حريصة على التوصل الى نقطة تجنب انزلاق الوضع العراقي الى أكثر مما هو عليه ساعية الى تضميد الجراح. كما استشهد المفكر العراقي بأن للملك والمملكة مواقف إيجابية من جميع القوى السياسية العراقية مما يسهم في محاولة لرأب لصدع وتجاوز الخلافات للوصول الى ماهو مشترك.وذكر شعبان أن هذه المبادرة تتسم بالعقلانية وبالحرص العروبي والإسلامي حيث تسعى لجمع شمل الجميع بدون استثناء في إطار دعوة للمصالحة العراقية السياسية والكيانية بمعنى المصيرية.والدليل أن هذه المبادرة تتجاوز الطائفية وكل الاختلافات بين السياسيين لذلك تأتي مبادرة الملك عبدالله موحدة ومسؤولة من مسؤول رفيع المستوى ويحظى بمكانة وتقدير عربيا وإسلاميا ودوليا. وتتسم المبادرة أيضا بالحرص والشعور العالي بالمسؤولية لأنها أرادت أن تؤسس للحوار خصوصا أنها تحت إشراف جامعة الدول العربية المرجعية القانونية والسياسية للعمل العربي المشترك. وإذا ما اتسمت هذه المبادرة بمؤشرات النجاح ستحظى بلا أدنى شك بمباركة من القمة العربية مثلما حظيت المبادرة العربية (مبادرة خادم الحرمين الشريفين) بإجماع عربي بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي. وفي اعتقادي الشخصي أن هذه المبادرة تستهدف ثلاثة أشياء أساسية، فهي تسعى الى إخراج العراق من المأزق الذي يعيش فيه في ظل استمرار العنف والإرهاب إلى جانب ذلك فهي تسعى الى أن يتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال مبادرة لاتهضم حقوق أحد ولاتدفع للتمييز، بالإضافة الى ذلك فالمبادرة تهدف الى الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وسيادة من أجل تهيئة المستلزمات لإعادة إعماره وتنمية مرافقه. ولدي الثقة أن خادم الحرمين إذا ما كان راعيا لهذا الإجماع الوطني سيكون سخيا كعهده في تحقيق مايدعو إليه ويلتزم به. وأؤكد هنا أن علاقة خادم الحرمين الشريفين وثيقة بجميع التيارات السياسية سواء كتلة دولة القانون أو كتلة القائمة العراقية أو الكردستانية أو جبهة التوافق والكتل الأخرى.