هو الشاعر الكبير محمد بن محسن بن عمره العتيبي شاعر جزل العبارة قوي الحبك والسبك تجد في قصائده الإبداع والتجديد وقوة التركيب وسلاسة المعنى وهو من الشعراء الذين سارت بأشعارهم الركبان يتسم شعره بالقوة والجزالة العذوبة نظم في مختلف فنون وأغراض الشعر الشعبي وله العديد من القصائد في الفخر والمدح والرثاء والغزل العذري ويتميز شعره بقوة التعبير وجزالة اللفط عرفته عن قرب وكان منزله ملتقى الشعراء في مجلسه العامر وكان نموذجاً فريداً للتعامل مع الأخير بنبل وكرامة وأخلاق.. كان بطبيعته يعشق التسامح الفعال عشقا سيطر على شخصيته الذاتية والشعرية يمنحك عند محادثتك حق المعرفة وإبداء الرأي ومناقشة ما يختلف عليه بالتوثيق المعاصر بما يحفظ من قصص وأشعار لا يختلف عليها خاصة وأنه واحد من أكبر الشعراء المعاصرين الذين فرضوا مكانتهم الشعرية بين أقرانهم بتفوق. كان ميلاده -رحمه الله رحمة واسعة- في هجرة (عروى) التابعة لمحافظة الدوادمي، عام 1358ه. مارس هوايته الأدبية وحاور عدداً من كبار الشعراء في المملكة والخليج مثل الشاعر العلم عبدالله بن عون وعبدالرحمن العطاوي وغازي بن دخيل الله بن عون والكثير من الشعراء على حسب مستوياتهم، وكتب أجمل القصائد في المناسبات الوطنية وما تفرزه الأحداث السياسية بولاء ووفاء عهدناه في أمثاله مثل قوله في المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه: الملك عبدالعزيز اللي طلع طلعة البدر اللي بمبداه شيف واحتوانا واحتوى كل البلاد لين طاعت كما طوع العسيف وحلّت الألفة بعد كل العداء لين صار الضد لضده وليف ثم نقلها من متاهات الضياع في مشارف قمة المجد المنيف وقال في الملك عبدالله: اليوم حنا في حكم عبدالله سمح المحيا طيب الجناب جا بالشداد وقادها أبو متعب ونرجو له التوفيق والصواب ومما قال في ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز: ندى كفه يجي على جميع المعسرين اضعاف ربيع اللي حواله من حوادث وقته ضعافي أشيد بطيبه وحكامنا من ماضي الأسلاف عواطفهم تلين لمن يجيه اقصور وخلافي وقال في الغزل: ياللي بذكر الزين في السوق هراج السوق زينه مثل نفض الخروجي الزين والله وسط الأسواق ما داج تقضي له أشغاله وهو ما يدوجي ما حط له قصه ولا حط مكياج من دون حده يفصرن الهروجي وقال في الحكمة هذي الأبيات: من لا فزع لك بالشدايد وبالضيق لا ترتجي منه المفازيع دايم خله ويفزع لك ولي المخاليق جلاي بالضيق الهموم العظايم إن شاء ولو همك مطوقك تطويق فتح لك أبواب الفرح والغنايم عتقك لو مالك من الضيق تعتيق خلاك تمشي فوق سلم القوايم لو انت في بحر لموجه تصافيق والا بجو ما به الا الحوايم في يوم تنشف لواهيبه الريق بأرض خلا في حاميات السمايم نجاك لو ان الخطر فوقك مويق حط الك في حبله مشد ولزايم اليا نوى يرفعك وفقك توفيق والحظ هبت له هبوب الولايم شفته من سباته وغفواته مفيق عقب التعثر بالليال القدايم لا حقق الباري مطالبك تحقيق شفت النصر والعز عقب الهازيم ما عاد يجري لك من الوقت تعويق لا عزك منشي هبوب النسايم لا وثق الله راية العز توثيق حطك بمنزلة القمر والنعايم وهذه الأبيات قالها في أبنائه عندما طعن في السن وهي نصيحة: يا عبيد انا حالي تضعضع وانا ابوك ما عاد بي قوه ولا في نوهات والمرجله في مستواك انت واخوك ولا مواجيب المراجل بسهلات كان النشاما بالمراجل تعدوك عافنك غضاض البني العفيفات وربعك ليا شافوك لا شي ماجوك لو جاهم من الوقت والضد حسات ان كان مارازوك ضدك وهابوك وانهيت عن ربعك ضايا صعيبات واللا ليا مروك بالدرب خلوك خطروك سير الركب روحه وجيات وان عدوا رجال المواجيب ما اطروك لو انت حي تعد من ضمن الأموات وان قمت بالواجب على الحي وصوك امواتهم عن كل خله وخصات وان حاجهم شيء من الراي بدوك تجبرك برايك كبار الملمات لا صرت حيدٍ نايف الجال حطوك عمود الكل البيوت الذريات وترا الرجلا ان دست محذور لاموك يلحقك من كل العواريف شرهات واخوك عضدك كان الأضداد ضاموك ذراك عن ضدك وعن كل شمات ان ما شفاك بفعله الناس ما اشفوك لا شاف في خاطرك حاسوس ما بات عبدٍ لك بكل المواجيب مملوك ان جت علوم عوج وان جن عدلات وان جالكم حظٍ من العز مسموك والوقت صار لكم عجائب وفلات خلوكم الكل الربع عز وبنوك تارد بكم كل الحبال القصيرات انتقل شاعرنا إلى جوار ربه يوم الجمعة 2-9-1428ه غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، عزاؤنا للشعراء والشعر الشعبي الذي افتقد واحدا من أمهر فرسانه وأكثرهم احتراماً للموهبة. وإلى اللقاء مع شاعر آخر ودمتم...