إنني أحتج وبشدة على نشر عمود الكاتب محمد آل الشيخ ليوم الثلاثاء 11-11-1431 عدد 13900 عنوانا و محتوى، الذي شابه التعميم والانفعال، الكاتب عندما يقول إن جهاد الطلب مثل الرق لا علاقة له بعصرنا ربما أراد أن يُعبر عن تبرمه وامتعاضه من الاستعمالات الحركية والسياسية لأهم شعيرة تكونت حولها دولة الإسلام التي شمل نورها ثلث سكان البسيطة، لاشك أن الكاتب الكريم يعلم جيداً أن الجهاد بأشكاله المتعددة هو ديدن البشرية منذ بدأت التجمعات التعاونية التي أراد الناس منها الاستقواء على بعضهم في صراع الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من معطيات البيئة، ولا أجزم أنه يريد تجريد المسلمين من حق لا زال الجميع يمارسونه، إسرائيل مشروع جهادي بحت، والاستعمار بأنواعه جهاد، احتلال الدول الأخرى جهاد، وما عليك إلا أن تقرأ عن دور القسيس (CHAPLAIN) في تحفيز الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان وفي الأساطيل البحرية، ربما أن أساليب التحفيز والاستباحة التي يلجأ إليها أقوياء اليوم مختلف بعض الشيء، وهذا ما أوقع الكاتب الكريم في خلط بين الجهاز والغزو. يقول أمير الشعراء: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا فالذي لا يستطيع الغلب يتمنى، والذي لا يستطيع الغزو يضطر للأعمال الإرهابية التي أثبتت الأيام أثرها العكسي الفظيع في البلقان والشيشان وفلسطين والعراق وشبه القارة الهندية، وما سُمي بغزوة نيويورك زوراً وبهتاناً. لقد آن الأوان لإعطاء المفهوم السعودي للجهاد حقه من الاعتراف والتبليغ، فالدولة السعودية رعاها الله تجاهد جهاداً عظيماً حسب الاستطاعة، التي لا تشتمل إمكانية الغزو، وتخطط لمستقبل يؤهلها لأن تأخذ غِلاباً، لا بالتمني، ولا بالإرهاب. والله المستعان