غادرت والدة أسرة الحمدان الدنيا وفارقت الحياة، والفقيدة رحمها الله من جيل اتسم بالعفوية في التعامل وبساطة النفس والأريحية، جيل يحمل نفوسا نقية تعودت نساؤه على الكرم وجود النفس رغم بساطة الحياة وعفويتها. غادرت أم أحمد الدنيا مخلفة وراءها زوجا يشكو الكبر والهرم، وهو مع كل ذلك سيشعر ولا شك بفراق شريكة عمره التي حملت معه هم الحياة وصعوبتها في زمن مضى، وقد فارقت الحياة بعد سنوات طوال من الجد والعطاء، وخلفت أبناء كان لهم قصب السبق في الحياة؛ فالأستاذ أحمد الحمدان وشقيقه الأستاذ عبد العزيز احتلا مكانتهما وظيفيا في ميدان التربية والتعليم وإخوانهم وأخواتهم الأوفياء، والفقيدة تنتسب لأسرة الونين التي احتفظت بمكانتها كما هي أسر عنيزة التي تحتفظ بشئونها وخصوصيتها،، ودّعت الفقيدة هذه الحياة بعد رحلة شاقة ومضنية وقدمت لمجتمعها ما تيسر لها أن تقدم وعايشت إبان حياتها مع مثيلاتها الكثير من مشقة الحياة وصعوبتها وخرجت منها بالكثير من التجارب التي تمخضت عن جيل سيحمل لها الكثير من الحب والوفاء وسيدعو لها ولاشك آناء الليل وأطراف النهار سائلا المولى القدير لها المغفرة والرحمة. إن من يذكر جيل أم أحمد الحمدان وأم محمد الحسون وأم صالح المرزوقي وجيل والدتي والتربويات نورة الرهيط ومنيرة العوهلي، وكثيرات كثيرات -عليهن رحمة الباري ومغفرته- سيذكر تلك البساطة في الحياة والعفوية في المعاملة، وسيجد في قلوبهن نقاء السريرة وبياض القلب، ومن هنا أجدني أسارع دوما إلى الكتابة عن هذا الجيل كلما فقدنا واحدة منهن.