كتب الأخ محمد بن عبدالعزيز الفيصل في صفحة الرأي لعدد جريدة الجزيرة (13877) مقالاً تحت عنوان (الإساءة للمجتمع مصلحة من..) وغني عن القول إن الكاتب قد وضع - بنقاشه لهذا الموضوع - إصبعه على جرح لطالما تألمنا منه كثيراً بسبب التجاوزات الأخيرة التي ابتليت بها الدراما السعودية والتي تكرس جل جهدها في شهر رمضان المبارك من كل عام لتقديم بعض الأعمال الكوميدية التي يهدف من خلالها استدرار الضحك من أفواه المشاهدين بصورة قد تكون مفرطة بالسخرية في عصر باتت فيه القنوات الفضائية تتلقف أي عمل فني مهما تدنت جودته أو انعدمت جدواه وبالتالي صارت مثل هذه الأعمال تعرض على مساحة واسعة من أصقاع العالم، ولم تعد هذه الأعمال تقتصر على المشاهد المحلي أو الإقليمي فقط بل أصبح ذلك على مرأى من العالم مما كان له انعكاس وتصور سيء للغاية عندما يتم تصوير المشاهد بهذه السذاجة المفرطة. إن الخطأ في البعض أمر طبيعي ولكن تصوير الواقع وتهوينه بهذه الفجاجة من التسطيح وتصوير المشاهد بهذا الوضع هو ما لا يمكن الإقرار بأن هذه الأعمال لم تفلح بمناقشة القضايا الجوهرية ووضع الحلول لها بقدر ما أججت الكثير من السخرية والاستهتار والاهتمام بسفاسف الأمور دون جوهرها. وكل ذلك - للأسف - يتم على أيدي كتيبة من بعض المبالغين بأقصى درجات الابتذال في العبارات والحركات من دون فائدة ترجى سوى المبالغة في هذا الخط الدرامي والتهويل في عرض القضايا والافتئات على المشاهد حتى أن بعض هذه المسلسلات بعد أن نفد رصيدها من الأفكار لما يقارب العقدين من الزمن باتت تتجاوز الخطوط العريضة وهذا لعمري تجاوز عميق وبعيد المدى لا سيما على أفراد المجتمع من النشء الذين يجب أن يكرس في دواخلهم الاعتزاز بعقيدتهم ووطنهم مهبط الوحي والرسالة المحمدية والأماكن المقدسة ومهوى أفئدة المسلمين في هذا العالم الفسيح. ويبقى لدي في الأخير الإجابة على سؤال الكاتب والذي تمثل بعنوان مقاله وهو لمصلحة من تتم هذه الإساءة وجواب ذلك لا يحتاج كثير جهد أو عناء فهل ثمة من يعتقد أن كل ذلك لمصلحة المجتمع الإجابة بالطبع لا وألف لا بل الهدف برمته هو طلب الشهرة والكسب المادي والتواجد في ذروة المشاهدة للأعمال الفنية بأي صورة وهذا يثبته رداءة الكثير من هذه الأعمال وعملية سلقها بأي طريقة فليست هي التي عالجت قضايا المجتمع أو على أقل تقدير سلم المجتمع من إساءاتها وتبعاتها الكارثية.
