عُرف الأستاذ جاسر الجاسر مهتماً بشؤون السياسة يحرر الأخبار السياسية ويكتب عمود «أضواء» اليومي الذي يحلل من خلاله الأحداث المتلاحقة ولهذا فوجئ بعض القراء بمجموعته القصصية «أحلام السهارى» وهي أول إصداراته ففي الطريق كتب في التحليل والأدب السياسي ومجاميع قصص أخرى. وقد سبق للأستاذ جاسر أن كتب عددا من القصص القصيرة نشرت على الصفحة الأخيرة من جريدة «المسائية» قبل ما يقارب خمسة عشر عاماً.. وكتاب «أحلام السهارى» تضمن سبع عشرة قصة بعضها ذو مضامين سياسية.. وبعض الآخر تجسيد لمعاناة كثير من الناس كما في قصة «حلم بناء منزل» التي يقول في مقطع منها: أما المجبر على ترك المكان الذي يأوي إليه وينتقل من بيت إلى آخر فإن ارتباطه بالوطن أضعف مهما حاولنا أن نتمسك بالألفاظ والمصطلحات وادعاء الوطنية. كيف يكون وطنياً وهو لا يجد مكاناً يأويه هو وأولاده وأسرته مجبراً على التنقل من بيت إلى آخر!! ظل يناقش هذه الأفكار وهو يهوي بفأسه مشاركاً العمال في حفر أساس المنزل الذي دفعه أخيراً في إقامته ليصبح مرتبطاً أكثر بأرض الوطن.. الآن أصبح جزءا من الوطن ليس فكرياً فحسب، وشعور وأحاسيس، بل هو واقع مادي ملموس يعيشه الآن، فها هو يضع فأسه حافراً أساس منزله. وقد كتب د. إبراهيم التركي في تقديم المجموعة يقول: الأستاذ جاسر قد شاء من هذه الأوراق أن يقول: اقرؤوني كما أنا بمباشرتي وتلقائيتي، بفرحي وحزني، هكذا هي الحياة وهكذا هم الأحياء.