شاهدت الخبر الذي نشر في العدد 13860 في صفحة محليات، وما تضمنه من انخفاض الحوادث المرورية والوفيات بعد نظام ساهر بالرس، مما يدل على النجاح الكبير لنظام ساهر بعد نجاحه في الرياض وغيرها من المناطق، وسوف أذكر العديد من الشواهد التي تدل على نجاح تطبيق النظام وهي كما يلي: - منح الهلال الأحمر السعودي شهادة نجاح للنظام فقد أظهرت إحصائيات هيئة الهلال الأحمر السعودي أن الحوادث المرورية (دهس - انقلاب - تصادم) والتي باشرتها الفرق الإسعافية لهيئة الهلال الأحمر السعودي خلال شهر ربيع الآخر من العام الحالي سجلت انخفاضا في أعدادها بلغت نسبته 25.21% عن معدلها في الشهر الذي سبق تطبيق النظام حيث أظهرت تلك الإحصاءات أن عدد الحوادث المرورية خلال شهر ربيع الآخر بلغت (1091) حادثاً مرورياً فيما بلغت خلال شهر جمادى الأولى حيث طبق نظام ساهر (816) حادثاً مرورياً. - تأكيد الطب الشرعي للوفيات بمجمع الرياض الطبي أن أعداد الجثامين المحولين إلى الطب الشرعي سجلت انخفاضا في الفترة التي تم تطبيق نظام ساهر خلالها. - حسب تصريح مدير عام الصحة الوقفية بوزارة الصحة فلاح المزروع مستنداً على الإحصائيات مبيناً انخفاض معدل الحوادث في الشهر الواحد من 14 ألفاً إلى 10 آلاف حادث أي بنسبة 14% وتقلص متوسط عدد الإصابات الناجمة من حوادث المرور من 249 قبل تطبيق البرنامج إلى 110 بعد التطبيق وذلك بنسبة 55.8%. وانخفض معدل حالات الوفاة من 37 قبل التطبيق إلى 20 في الشهر وذلك بنسبة 45.9%, وقال المزروع إن هناك انخفاضاً مستمراً لعدد الإصابات حيث وصلت نسبة الانخفاض 43% مما يعكس مساهمة برنامج ساهر في هذا الانخفاض الملحوظ. - التأكيد المستمر من قبل مغسلي الأموات في جوامع الرياض على انخفاض نسبة الوفيات خصوصا من فئة الشباب بعد تطبيق نظام ساهر. وهناك العديد من التصريحات واللقاءات ذات العلاقة من قبل جهات مختلفة تؤكد على نجاح نظام ساهر وتحقيقه أعلى درجات الرضا من قبل القائمين على أنظمة السلامة المرورية في المملكة، ومن هذا المنطلق أتمنى أن تكون هناك جهة حكومية تتبع كل وزارة تستفيد من نجاح ساهر وتسعى لتنفيذه في جميع مجالات الحياة المختلفة، فالبداية من قبل وزارة التربية والتعليم بإقرار منهج توعوي خاص تطبق فيه قاعدة الرسوب والنجاح بمعنى أن يكون مادة أساسية، ويكون من الصف الأول ابتدائي وحتى الثالث ثانوي ويطلق عليه مادة (نظام)، والدور الآخر إقرار برنامج ساهر في المدارس يطبق على الطلاب ويكون خاصاً بما يلي (الوقوف بنظام أمام المقصف، الوقوف بالترتيب في الصف الصباحي، عدم رمي النفايات، عدم البصق على الممرات، عدم الكتابة على الجدران والطاولات، عدم التلفظ بألفاظ بذيئة، عدم التلفظ على العمالة ...إلخ)، ودور وزارة البلديات بإقرار نظام ساهر على من يرمي المخلفات بالشوارع، وعلى من يترك المخلفات من بعده من المتنزهين في الأماكن العامة، ودور وزارة التجارة كبير جداً فيجب أن تستفيد من سباتها وتقر المخالفات على من يزيد بالأسعار، ومن يغش، ومن يتلاعب، ومن يكدس لكي يحتكر، ودور هيئة السياحة إقرار النظام على المحطات المتهاونة على الطرق السريعة من خلال دورات المياه، والمطاعم وغيرها، التي عندما ترتادها فإنك تتخيل نفسك في دولة من العالم العشرين وليس الثالث. ولن يقف الدور على هذه الوزارات بل يجب على جميع الوزارات أن تستفيد من نظام ساهر وتحاول تطبيق ما يماثله من أجل أن يخرج جيل واعٍ وملتزم بتعاليم الدين الإسلامي الحقيقية، فالبعض ممن يسافر منا إلى بعض الدول الأوروبية أو غيرها، فإنه يلتزم بالقيادة المرورية، ولا يرمي مخلفات ولا يبصق على الأرض ولا يدخن في الأماكن العامة، ولا يزعج الناس بمنبه السيارة، ويلتزم بنظام الدولة أشد الالتزام، وعندما نعود لبلادنا فإننا نعود لفوضويتنا المعهودة، والتي لا تدل أبداً بأننا نطبق تعاليم ديننا الحنيف، الذين يحثنا على الاحترام، والنظافة، والأدب، وحسن المعاملة، والابتسامة في وجه الغير، تلك الأشياء التي قد لا نملك إلا اسمها فقط. ويبقى الدور الأكبر على وزارة التربية على إعداد أجيال تحب النظام والاحترام والنظافة، والمعاملة الحسنة للمواطن والمقيم، والتبسم في وجه الغير، وعكس صورة جيدة عن ديننا أولا وعاداتنا وتقاليدنا ثانياً.