اليوم الوطني لدى المواطن السعودي له معنى عظيم وقيمة سامية لاستذكاره الماضي العريق وتأمله لمعاني البذل والكفاح والتضحية التي بذلت لتحقيق وحدة الوطن ورفعته وعزه وشموخه، ونظرة واقعية ورؤية بصيرة للحاضر الذي نعيشه بأمنه واستقراره في وطن الخير والعزة، في ظل ما نراه حولنا من قلاقل وفتن تعصف بأهلها في دولٍ أخرى افتقدت الأمن والاستقرار، واستذكاراً وعملاً للمستقبل المشرق إن شاء الله، والمضي بجد واجتهاد لمزيد من التضامن والتضافر من أجل استقرار وطننا الغالي ونمائه وازدهاره ودحر كل ما يسيء له؛ فحب الوطن ليس شعارات وكلمات لكنه الوفاء والإيثار والتضحية لتلك الأرض الطاهرة التي ترعرعنا على ترابها وأكلنا من ثمارها ونهلنا من مائها في ظل أمن واستقرار وأمان، عمل لأجله الأبطال العظماء ملوك المملكة العربية السعودية؛ ابتداء من الملك المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - بذل الروح والمال لاستقرار الوطن ليكون لنا منبر كلمة بين العالم وراية مرفوعة ووحدة واحدة شريعتها الإسلام ودستورها القرآن وهديها هدي محمد -صلى الله وعليه وسلم- فاثنان وثلاثون عاماً قضاها الملك المؤسس في توحيد أرجاء البلاد والسعي الحثيث لتحقيق كيان سياسي عظيم منذ دخوله الرياض عام 1319ه حتى إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351ه، خاض خلالها ومن خلفه رجاله المخلصون معاركاً حربية وحروباً سياسية فكانت سنوات عصيبة حاسمة يدرك جسامتها وأهميتها العقلاء والحكماء والقادرون على تحديد وتقييم ما قام به الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ورجاله من بطولات عظيمة وتضحيات لا توصف لتوحيد بلادنا وتحقيق وحدة وطنية ما كانت تتحقق لولا هذه العزيمة الوثابة والإخلاص لله سبحانه من لدن المؤسّس العظيم ورجاله الأشاوس؛ وبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351ه عاش الملك عبد العزيز - يرحمه الله - اثنتين وعشرين سنة كانت عطاء متميزا لمحاربة ثالوث الفقر والجهل والمرض، لا يألو جهداً في تحقيق كل ما يراه ضرورياً ومناسباً لرفاه شعبه الكريم وتحقيق العيش الهنيء السعيد لهم؛ فاستقدم الأطباء والمدرسين كما أوجد فرص العمل للمواطن وأسّس الهجر لتشكل استقرارا لأبناء البادية الرحل من أجل تعليمهم وتوفيرالرعاية الصحية لهم و الاستفادة من الأرض في المجال العمراني والزراعي، فأضحى المواطن السعودي يعيش في كيان سياسي مستقل يحفظ له كرامته وعزته وأمنه واستقراره الاقتصادي والتعليمي والصحي والغذائي، وبعد أن انتقل الملك عبد العزيز إلى رحمه الله عام 1373ه أتى بعده أبناؤه الأجلاء العظماء ملوك البلاد فساروا السيرة الحسنة العطرة مع شعبهم الكريم على مسيرة المؤسّس والدهم - يرحمه الله - فواصلوا العطاء والاهتمام بالإنسان السعودي في كافة المجالات حتى أضحت بلادنا واحة للأمن وكيانا حضارياً عظيماً في كثير من التخصصات العلمية الحديثة؛ فإنجازاتهم الوطنية ماثلة أمامنا محل فخر واعتزاز لكل مواطن، فرحم الله ملوكنا: سعود وفيصل وخالد وفهد، على ما قاموا به من خير وإحسان في هذا الوطن المعطاء الخير، ونحن اليوم نعيش حضارة نوعية تتمثل في البناء المعماري على الأرض والبناء الفكري للإنسان السعودي في ظل قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - فخلال سنوات حكمه نعم المواطن السعودي والمقيم على أرض الوطن بمزيد من الإنجازات الكبيرة انعكست على حياته اليومية وحياته العملية وازدادت فرص العمل وتطور مفهوم التعليم العام والجامعي بشكل كبير وواضح؛ هنالك اهتمام أكثر بالمجال الصحي والاجتماعي، ففي ظل الدعم المتواصل من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- يحفظه الله - الحاضر مشرق والمستقبل أكثر إشراقاً وأملاً وطموحاً، وبعد فإن ماضينا العريق وحاضرنا العظيم ومستقبلنا زاهر بالإنجازات إن شاء الله؛ لذا، من الواجب الاحتفاء باليوم الوطني والافتخار به واعتبار كل أيام السنة يوما وطنيا لكي ندرك معنى ما نحن فيه ولله الحمد من خير ونعمل سوياً بروح وثابة واحدة لنبذ ومحاربة كل ما يسيء لوطننا ويكدر صفوه وأمنه ووحدته واستقراره فالحاقدون موجودون منذ خلق الله الخلق، وما قد شاهدناه قبل سنوات من إرهاب ومحاولة زعزعة أمن وطننا الغالي إلا جزء من هذا الحقد الدفين الموجه للشعب السعودي كافة، حفظ الله وطننا من كل مكروه، وحفظ ولاة أمره من كل سوء وأدام عزهم ووفقهم في مسيرتهم المخلصة الخيرة. وبعد، أهنئ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله - باليوم الوطني المجيد وأهنئ سيدي سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران؛ وأهنئ سيدي سمو الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله جميعاً -، وكل يوم وطني وبلاد العزة والنصر لبلادي المملكة العربية السعودية تعيش في أمن وأمان واستقرار وكل يوم وطني والجميع بخير وسعادة.