عندما أعيد قراءة توحيد المملكة العربية السعودية قراءة تأمليه أحمد الله كثيراً أن المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله أكمل توحيد المملكة رغم طول مدة التوحيد 1902 - 1932م -1319 - 1351ه وأتم التوحيد قبل أن تجهض مشروع التوحيد الدول الكبرى في ذلك الزمن وما زالت بريطانياوفرنساوإيطاليا والدولة العثمانية وأمريكاوروسيا وألمانيا. كانت فترة التوحيد التي استمرت أكثر من ربع قرن من الزمان تخللته الحرب العالمية الأولى والصراع البريطاني والعثماني كانت فترة عصيبة. الملك عبدالعزيز جنب بلادنا تلك الحروب وهي تدور على أطراف حدودنا الشمالية والشرقية والغربية ورغم ذلك ألهم الله المؤسس عبدالعزيز أن يوظف تلك الحروب في مزيد من توحيد الأقاليم والمناطق والسواحل والمناطق الحدودية. المملكة لم تتوحد في غفلة من الزمن إنما إرادة الله أن تكون ولادة الدولة في تلك الظروف العالمية الصعبة ومجيء الملك عبدالعزيز في ذلك الزمن، حيث كانت الأوضاع في كل القارات القريبة من بلادنا غير مستقرة وتدور بها أحداث عصيبة شرق وغرب آسيا وأوروبا وإفريقيا كانت الصراعات على المياه ومعابر السفن في البحر الأبيض المتوسط والأحمر وبحر العرب والخليج العربي والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي، وعلى اليابس أيضاً الصراع مشتعل جوار الشواطئ وظهيرها اليابسة بطول ساحل الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب ما بين الدولة العثمانية وبريطانياوروسيا. أما وسط المملكة اليابسة فهناك حرب قبائل وتدخلات عراقية وشامية ومصرية تحركها محركات العثمانية وبريطانياوفرنسا. لذا أشعر بالفخر والاعتزاز لبلادي ومؤسسها عبدالعزيز الذي استطاع أن يمرر ويعبر بدولتنا إلى مناطق الأمان والاستقرار طوال (50) سنة من كفاح ومناورات وحروب ومعاهدات، لتمر دولتنا بسلام دون أن تجهض كمشروع وكدولة. فعند قراءة التاريخ تتضح الصعوبات والتعقيدات التي مرت عبرها بلادنا من أجل قيام الدولة ففي عام 1911م احتلت إيطاليا طرابلس الغرب في ليبيا وانتزعتها من الدولة العثمانية، عام 1912م احتلت فرنسا المغرب، وعام 1914م قامت الحرب العالمية الأولى، وعام 1914م - 1918م هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، عام 1916م اندلاع الثورة العربية بدعم من بريطانيا ضد حكم الدولة العثمانية، وعام 1917م وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا اليهود بوطن لهم في فلسطين وإيدته أمريكاوروسيا ليفتح الباب أمام يهود أوروبا للهجرة إلى فلسطين، عام 1917م قامت الثورة الروسية والحرب الأهلية في روسيا أدت إلى صراعات سوفيتية إسلامية في آسيا الوسطى وما ترتب عليها من اضطهاد للشعوب والدول الإسلامية في آسيا الوسطى.. عام 1918م الأممالمتحدة (عصبة الأمم) تكلف بريطانيا للانتداب على الولايات العثمانية: فلسطين وشرقي الأردنوالعراق.. وانتداب فرنسا على سوريا ولبنان.. وتنصيب فيصل بن الحسين ملكاً على العراق وأخوه عبدالله بن الحسين ملكاً على شرقي الأردن. عام 1918م ثورة الزعيم سعد زغلول لاستقلال مصر، وإلغاء السيادة العثمانية على مصر واحتفاظ بريطانيا بحق الإشراف على وزاراتي الدفاع والخارجية وعلى السودان وقناة السويس، وعام 1923م أعادت روسيا ترتيب جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية والإعلان الرسمي بإلغاء الخلافة العثمانية بدعم وتحريض من بريطانيا، وقيام تركيا الحديثة. ووسط هذه الأحداث الدولية الكبيرة كان الملك عبدالعزيز منذ عام 1902م وحتى عام 1923ه ضم مدينة الرياض وجنوب نجد وسدير والوشم حيث أكمل ضم منطقة الرياض، ثم ضم منطقة القصيم ثم منطقة حائل وشمال المملكة ثم المنطقة الشرقية ثم منطقة مكةالمكرمة (الحجاز)، ومنطقة عسير وأخيراً ضم منطقة جازان فيما بعد.