للعيد في منطقة الجوف طعمه ومذاقه الخاص لذا فالأهالي يستعدون منذ وقت مبكر للاحتفال بالعيد. وتقاليد العيد في منطقة الجوف لا تبتعد كثيراً عن المتعارف عليه في سائر مناطق المملكة إلا أنها تتميز بخصوصية تنفرد بها عن بقية مناطق المملكة. فهناك ما يسمى (بالعدا) وهو مظهر تتميز به منطقة الجوف حيث يقوم الصبية قبل العيد بيوم أو يومين بتجميع جذوع النخل اليابسة لتوقد فيها النار ويضعونها على شكل هرم لتتعامد النار بما يوفر الإضاءة الكافية لممارسة ألعابهم الليلية ويستمر هذا التقليد حتى اليوم الثاني للعيد. إضافة إلى أن هناك ما يسمى (ليلة الخضاب) أو الحناء وهو تقليد خاص بالفتيات والنساء الكبيرات في السن فرحة بالعيد وابتهاجاً بزينة العيد الخاصة من ملابس وغيرها ويتم ذلك ليلة العيد وهن في ذلك يرددن منشدات: (العيد باكر والخضاب الليلة من عقب باكر تطلع أم جذيلة). وأم جذيلة هي الفتاة أو الصبية التي تكون في قمة تأنقها وتزينها في مناسبة العيد حيث تخرج لتلتقي أسرتها وزيارة أقاربها. وتكاد تلك العادتان أن تنقرضان لولا محاولات لاستعادتهما كجزء من الموروث الثقافي في منطقة الجوف. وكان من تقاليد الأعياد في الجوف أن يجتمع الجيران بعد صلاة العيد في ساحة واسعة متوسطة بينهم غالباً فيسلم بعضهم على بعض مصافحة وتقبيلاً ويقوم كل من المجاورين للساحة بإحضار ما يسمونه ب( العيد) من طعام مختلف ألوانه وأشكاله، ويبدأ صاحب العيد بأكل ما يليه ثم ينتقل إلى عيد آخر، ثم يجتمع الرجال والصبيان في حلقة للعب والترفيه حيث تقام العرضة وتنصب في بعض الساحات الألعاب الهوائية ابتهاجاً بهذه المناسبة. أما الذين لم يحضروا طعام العيد صبيحة يوم العيد، فإنهم يقدمونه في مساء اليوم ذاته واليومين التاليين بشكل فردي في بيوتهم، وتجتمع النسوة في البيوت لإعلان الفرح على طريقتهن وضمن نطاقهن الخاص. وغالباً ما تعد الأسر وجبة الإفطار التي يتم تناولها بعد صلاة العيد مباشرة وتشتمل على الأكلات الشعبية المعروفة مثل الأرز واللحم والجريش والمشورب إضافة إلى تقديم أفخر أنواع التمور التي تشتهر بها المنطقة مع تقديم بعض الحلوى.