في يوم الجمعة المبارك الموافق 11-8-1431ه رحلت والدتي العزيزة من دنيا فانية إلى دنيا باقية.. بإذن الله.. رحلت وتركت وراءها فراغا كبيرا.. فراغا في بيتها في مصلاها في تهجدها في دعواتها الصادقة لنا في حب المساكين ومساعدتهم بما تجود بها نفسها - رحلتِ يا أمي الغالية بعد رحلة من الصبر والجهاد والبذل والعطاء.. رحلت من دنيا التعب والألم والمرض إلى جوار أكرم الأكرمين في جنات النعيم. كانت رحمها الله - محبوبة من قبل الصغير والكبير مؤمنة بقضاء الله وقدره صابرة ومحتسبة الأجر على الله تحملت الكثير من أعباء هذه الدنيا الفانية والناس فعلاً شهود الله في الأرض وعندما يحب الله سبحانه وتعالي عبده يزرع حبه في قلوب الناس. كانت تحرص - رحمها الله - على التواصل مع أفراد العائلة والأقارب والقريب والبعيد وكانت حريصة على جمع الناس ولعل آخرها مناسبة الزواج الاخيرة لأختي آخر العنقود بعد أن حرصت على دعوة الأقارب والجيران والصديقات لزواج لكن شدة المرض منعتها حضور المناسبة ودعوتهم. رحم الله والدتي منيرة بنت عبدا لعزيز الفاضل التي يحق لنا نحن أبناءها أن نفخر ونعتز بها فهي القدوة والمثل الرائع بالاستقامة والطيبة ذات المروءة والوجه البشوش المتسامح، كانت تسعى دائما وأبداً نحو الخير. لقد عاشت والدتي كريمة عزيزة ورحلت - رحمها الله - عزيزة وكريمة - وعزاؤنا الوحيد يا والدتي ما خلفت لنا من سيرتك الطيبة التي سوف تبقي مضرب مثل بالأم الرائعة المتدينة صاحبة الأخلاق العالية ونحن سنظل ثروة لكِ بعد الممات، وسندعو لكِ في كل وقت وحين، وسنقف على قبرك في كل وقت وحين ولن نقطع الوصال والدعاء المستمرين لكِ.. وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراق أم علي لمحزونون. رحمك الله يا أماه رحمة واسعة، وجعل مقامك في الفردوس الأعلى، وأن يبدلك داراً خيراً من دارك وأن يتغمدك بواسع رحمته، ويجعل ما قدمت في ميزان حسناتك، وأن يلهم جميع من أحبك الصبر والسلوان. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).