في هذا اليوم رحلت عنَّا أم عبدالعزيز (شيخة عثمان الصالح) رحلت من دنيا فانية إلى دنيا باقية.. بإذن الله.. من دنيا التعب والألم والمرض إلى جنة الخلد وملك لا يفنى بإذن الله.. رحلتِ وتركتِ وراءكِ فراغاً كبيراً.. فراغاً في بيتك.. في مصلاك.. في تهجدك.. في دعواتك الصادقة لأبنائك وبناتك.. فراغاً في حب المساكين ومساعدتهم بما تجود به نفسك.. رحلتِ.. يا أمي الغالية.. بعد رحلة من الصبر والجهاد والبذل والعطاء.. رحلتِِ بعد أن أضناكِ التعب وأنهككِ المرض، لقد عانيتِ من شظف العيش وقسوة الأيام وصبرتِ وتحملتِ حتى غيّر الله من حالٍ إلى حال.. ربَّيتِ أبناءكِ وبناتكِ على الإيمان بالله وطاعته والمحافظة على النعمة.. وصلة الرحم وتلبية دعوة الأقارب والجيران.. ودائماً تحثينهم على الصلاة على الموتى من نعرفهم أو لهم صلة قربى أو معرفة أو جيرة.. دائماً تحثينهم على صلة الرحم ولازالت عبارتك المشهورة تتردد في أذني.. الواصلون تتهزع لهم أغصان الجنة.. جعلها الله مقامك. رحلتِ يا أمي وتركتني أعيش على ذكرياتي معكِ.. كنتِ لي أماً وأختاً وصديقة.. كانت أسرارك في صدري.. وكنتُ مستشارتكِ، كانت نفسكِ ترتاح إذا كنت بجوارك وعندك في البيت.. فأين أنت يا أماه.. لم يعد للأيام طعم.. حتى بيتك بدا حزينا يائساً.. كل زاوية فيه تنطق باسمِكِ.. عشت فيه وإياك زمناً لن أنساه.. ولن أنسى تلك السويعات التي كنا نقضيها سوياً.. فيا ليتني شاعرة لنظمت أشعاراً وأشعاراً.. رحمك الله يا أماه رحمة واسعة، وجعل مقامك في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً. ابنتك منيرة أم أحمد النوح