اندلع اشتباك نادر وخطير عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية واللبنانية أمس الثلاثاء قتل فيه ثلاثة لبنانيين وضابط إسرائيلي كبير وصحافي حسبما أفادت مصادر أمنية في أخطر أعمال عنف على الحدود منذ حرب عام 2006م. وقدم كل من الجيشين اللبناني والإسرائيلي وصفاً مختلفاً للأحداث التي أدت إلى وقوع الاشتباك فيما قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) المتمركزة في جنوبلبنان أنها لم تتأكد بعد من الملابسات التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. وقالت مصادر لبنانية: إن الحادث بدأ على خلفية تركيب الجيش الإسرائيلي كاميرا للمراقبة عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية وذلك عندما عبرت دورية إسرائيلية الخط الفني على الحدود ورغم أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) في لبنان تدخلت لمحاولة منعها إلا أن الدورية واصلت عبور الحدود. ولدى محاولة عناصر من جيش العدو قطع إحدى الأشجار في المنطقة. وأضافت المصادر اللبنانية, أن الجيش الإسرائيلي أطلق قذيفة على مركز للجيش اللبناني في منطقة العديسة القريبة من الحدود, فرد الجيش اللبناني بإطلاق عدد من القذائف على مركز للجيش الإسرائيلي, ثم حصل تبادل لإطلاق النار وبضع قذائف بين المركزين. وقال الجيش اللبناني في بيان إن قوة تابعة للجيش اللبناني تصدت لها باستخدام قذائف صاروخية وإن اشتباكا وقع استخدمت فيه قوات العدو المدافع الرشاشة ونيران الدبابات مستهدفة مواقع للجيش ومنازل مدنيين مشيرا إلى وقوع إصابات. وقال الميجر جنرال جادي ايزنكوت رئيس القيادة العسكرية الشمالية كان كميناً مخططاً له من جانب فرقة قنص أطلقت النار على ضباط يقفون بجانب موقع داخل أراضينا. وأضاف أن دبابة إسرائيلية تعرضت لإطلاق نار من قذيفة صاروخية وعندما أخطأتها القذيفة أطلقت الدبابة نيرانها فقتلت المجموعة التي تطلق القذائف الصاروخية. وأطلقت طائرة هليكوبتر إسرائيلية صاروخين على موقع للجيش اللبناني بالقرب من قرية العديسة ودمرت ناقلة جند مدرعة. وفي معلومات استقتها (الجزيرة) عبر الهاتف من صحافيين يعيشون في المنطقة، أن الحادث حصل اثر قيام جيش الاحتلال بمحاولة اقتلاع شجرة ضمن الأراضي اللبنانية. وعلى الرغم من محاولات القوات الدولية ثني الإسرائيليين عن ذلك إلا أنهم لم يعيروا اهتماماً للنداءات.واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل قائد كتيبة احتياط في سلاح الهندسة برتبة مقدم يدعى (دوف هراري) وإصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة جدا خلال الاشتباك. من جهتها قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن مراسل صحيفة «الأخبار»، عساف أبو رحال قتل جراء القصف الذي استهدف موقعا للجيش اللبناني في العديسة خلال قيامه بتغطية التطورات مع عدد من الإعلاميين. وعبر مجلس الأمن الدولي أمس عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات الدامية بين القوات الإسرائيلية واللبنانية وكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضبط النفس. ودعا المجلس الطرفين إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس.. واحترام وقف إطلاق النار وتفادي أي تصعيد. من جانبه دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان للتصدي للخرق الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن رقم 1701 مهما كانت التضحيات. كما أعطت السلطات اللبنانية أمس توجيهات للتصدي لكل عدوان إسرائيلي بكل الوسائل ومهما كانت التضحيات. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد عقب اجتماع للمجلس في القصر الرئاسي في بعبدا قام المجلس بتوزيع المهام على الوزارات والأجهزة المعنية وأعطى التوجيهات للتصدي لكل عدوان على أرضنا وجيشنا وأهلنا بكل الوسائل المتوافرة مهما كانت التضحيات.