أحد أسرار تميز الهلال وتفوقه وزيادة رصيده من البطولات والجماهير يعود لانفتاح هذا النادي وشفافيته والتصاق جماهيره به بعفوية وحب وصدق دون تدخل أو توجيه أو امتعاض.. فالهلال نسيج مختلف يديره فكر مفتوح على مصراعيه لكل الآراء والتوجهات ليأخذ منها مسيروه ما يتفق مع الأغلبية ويصب في مصلحة الزعيم.. ولذلك ظل الهلال صامداً متميزاً قوياً شامخاً رغم كل ما يصيب الأندية الأخرى من متغيرات أو وهن أو ضعف. فالهلال ناد عفوي يرفض التوجيه أو الوصاية أو الإخضاع لرغبة هذه الجهة أو تلك فكل ما يحدث داخل النادي معروف ومكشوف والجميع يضع مصلحة النادي في المقام الأول من أصغر هلالي إلى أكبر شرفي وهذا شيء يحسد عليه الهلال ويغبطه الآخرون عليه ويعجزون عن مضاهاته.. ففي الهلال القول هو ما يراه الجميع ويفضله الجميع وتبقى الاستثناءات لا تمثل سوى رأي آخر لا يؤثر ولا يهمش ولا يصادر ورغم المسؤولية العظيمة والجسيمة التي تتحملها أي إدارة هلالية تقود النادي إلا أنها بالمقابل أسهل وبمراحل من مسؤولية أي ناد، ذلك أن الطريق واضحة والظروف مهيأة وما على الإدارة سوى تلمس الرغبة الهلالية الجماهيرية والبحث في إمكانية تحقيقها.. فالجماهير الهلالية العريضة تتميز بوعي وإدراك وثقافة وفهم لا تتوفر لدى كل جماهير الأندية الأخرى مع كامل التقدير والاحترام لكل الأطياف والتوجهات، فالجماهير الهلالية لا يضاهيها مثيل فهي من تفكر للفريق وتسانده وتدعمه وتقوده نحو الانتصارات بسلاسة ودون مشاكل ولا تقبل بغير العمل والإخلاص لتحقيق طموحاتها وأهدافها.. فالشأن الهلالي هو هاجس الغالبية العظمى من الهلاليين، والهلال يأكل ويشرب معهم وينامون ويصحون على هاجسه وهو ما يجعل المهمة سهلة لكل من يرى الأمور على طبيعتها ويساير الرغبة الجماهيرية ليكون مصيره النجاح، وكم من إدارة لم تكلف نفسها كثيراً في التخطيط والترتيب والتدقيق نجحت في تحقيق بطولات عديدة بأقل مجهود وبأقل تواجد.. ولدينا إدارات عديدة مرت على الهلال كان أهم أعضائها خارج مقر النادي وبعيدين جداً عن التواجد؛ لكن الفريق يحقق الانتصارات والبطولات ويمنحهم المجد والشهرة ويمنح الجماهير السعادة بالإنجازات. وشخصياً أعتقد أن الهلال أسهل الأندية إدارة وأكثرها قرباً للنجاح فالمطلوب فقط عدم الاختراع أو محاولة تبني دور البطولة أو البحث عن أمجاد شخصية فهذه لا وجود لها في الهلال وسريعاً ما تسقط وتنكشف ويسقط معها صاحبها. ولعل أسوأ المراحل في تاريخ الزعيم الحديث هي تلك التي تشهد الرأي الأحادي وإقصاء الآخر والتفرد بتوجيه الآخر وفقاً للرغبة الشخصية أو الرؤية الخاصة المخالفة لكل التوجهات التي تصب في مسار واحد واضح سهل بسيط لا يحتاج لكبير عناء لتحقيقه.. وهو ما يجب أن يحافظ عليه الهلاليون لأنه أصبح منهجاً هلالياً خالصاً متفتحاً بعيداً عن هذا معي وذاك ضدي وهو ما يوجد في أندية قريبة جداً من الزعيم وساهمت في حرمانها من البطولات والألقاب وباتت تعيش صراعاً داخلياً يعنى بتفسير النوايا ومتابعة الأقوال أكثر من اهتمامه بمصلحة النادي واستمرار تفوقه.. ولذلك فعلى الهلاليين الاستمرار بالنوايا الحسنة وتقبل بعضهم البعض واحترام بعضهم البعض أيضاً لأن هذا ديدن الهلال ومنهجه الذي يحاول البعض من الجماهير اختراقه تقرباً نحو هذا أو ذاك ولتحقيق مصالح شخصية على حساب الزعيم وجماهيره. ويبقى الزعيم كتاباً مفتوحاً واضحاً يتعامل بصدق مع جماهيره وبصراحة مع الإعلام بنفس النقاء والصفاء والود الذي يكنه الجميع له ليبقى في الصدارة مكانه المعتاد والطبيعي. لمسات حكمت محكمة جنوب إفريقية على المشجع الذي دخل لأرض الملعب محاولاً الوصول إلى كأس العالم بغرامة قدرها 296 دولاراً.. حيث حوكم ونال جزاءه حسب ما قرره نظام الجنوب إفريقيين وهكذا هو العمل الاحترافي الذي نحتاجه، فنحن نعاني من نفس مشكلة دخول الجماهير لأرض الملعب لكننا لا نملك النظام الذي يتعامل مع مثل هذا الوضع رغم أهميته.. وعلينا التنسيق بين الرئاسة والجهات الأمنية والقضائية لتفعيل النظام والقانون ووضعه أمام الجميع بدلا من الاجتهادات وتحميل الأندية المسؤولية التي لا تملك السيطرة عليها وخصوصاً في حالات الشغب المشابهة. على عكس استعدادات الأندية الموسم الماضي فإن الأوضاع هذا العام غير مشجعة.. فالاتحاد الذي شارك الموسم الماضي بدورة دولية بإسبانيا وحقق نتائج ومستويات عالية هذا العام يعيش أوضاعاً غير مستقرة ومبارياته الإعدادية متواضعة. فيما النصر خسر بالخمسة من اليوفي ولعب مع عدد من الشبان الطليان في مباريات أخرى.. والهلال خسر في بداية الاستعداد عملاقه محمد الدعيع وتعرض عدد من لاعبيه للإصابات قبل وأثناء المعسكر وخسر من خامس الدوري الروماني وألغيت مباراته أمام ليفربول ولقاء فالنسيا مهدد بالإلغاء في حين الشباب ما زال في بداية الإعداد لوصول مدربه متأخراً.. مثله مثل الأهلي.. إذاً الكبار هذا العام في أوضاع لا يحسدون عليها! يقال إن النجم الدولي السعودي ماجد المرشدي قد تلقى مؤخراً عرضاً فرنسياً للاحتراف في أحد الأندية حسب ما نشر في إحدى الصحف.. لكننا لم نعلم مدى صحته من عدمها رغم أن النجم الكبير يستحق إعلان عرضه إذا ما كان صحيحاً أو نفيه في الوقت الذي يعلن فيه كل العروض التي تصل للاعبين الأجانب وآخرهم لي يونج من ليفربول. يبدو أن الإيطالي والتر زينجا مدرب النصر الجديد يحتاج لوقت طويل لتقديم ما لديه إذا كان لديه شيء أصلاً وربما يندم النصراويون على سلفه ديسلفا المدرب المجتهد والمخلص.