ذكر الدكتور (مازن عصفور) أستاذ النقد والجمال في الجامعة الأردنية أن (المكان المنظَّم يقلل العنف عند الأطفال).. وفي كتاب (يقظة الذات - براغماتية بلا قيود) ل روبرتو مانغابيرا أونغرا ورد أن (المجتمع المنظم بشكل جيد هو مجتمع تحتل فيه كل مجموعة مكانها وتؤدي دورها ضمن تقسيم للعمل مقدر سلفاً. البعض يحكم ويفكر؛ ويحارب آخرون، بينما يبيع غيرهم ويشتري، وكذلك هناك آخرون يحرثون ويحصدون). أما بالنسبة ل الحشرات، تعد مملكة النمل في مقدمة ممالك الحشرات في الدقة والتنظيم وتأتي بعد مملكة النحل مباشرة، حيث تتنوع فيها الوظائف وتؤدي جميعها دورها بإتقان رائع يعجز البشر غالباً عن اتباع مثله. بل من إعجازه سبحانه في النحل والنمل أنه أفرد لها سورة باسم سورة النحل، وسورة النمل.. مما ورد في سورة النحل قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ(68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(69)). اشتغل على السورة وعلى الآيتين علماء الإعجاز العلمي اشتغالاً بحثياً قيِّماً يمكن الرجوع إليه ولتلك البحوث في كتاب (نحل العسل في القرآن والطب) د. محمد علي البنبي - أستاذ علم النحل بكلية الزراعة جامعة عين شمس (موقع إسلام أون لاين) موقع مملكة النحل على شبكة الإنترنت، ربما نستوعب (ماهية التنظيم) والذي ضده العشوائية والتشويش أو الفوضى ونظرية الفوضى (الدراسة النوعيَّة للسلوكيات غير المنتظمة وغير المستقرة في أنظمة حتمية لا خطيَّة وديناميكية) والتي أمكن استخدامها في التنبؤ بنوبات الصرع، وبأسواق المال، وبحالة الطقس وأحوال عدة لا أود الخوض فيها كي لا أشذ عن المسار وألج بكم إلى دنيا النظريات الرياضية والفيزيائية، فكل ما أردته محاولة رد الاعتبار للنظام والتنظيم وللمكان المنظم أو المجتمع والبيئة وإلى الروح المنظمة نظاماً يعبد للأشياء درب النظام والراحة. العنف قرين الطفل، والفوضى تشترك في استحواذ ذلك القرين على هذا الطفل (التعيس)، في حين أن المكان المنظم يستطيع امتصاص العنف بعد أن يقلل منه. (المكان) المنظم لا يقتصر على المنزل أو غرفة النوم، غرفة الطعام، غرفة الجلوس، والاستقبال بل تتسع الدائرة حيث (المجتمع) المنظم بأدوار موكلة إلى كل فرد فيه، تفوق النحل علينا ومن بعده النمل في إدارة مهام كلّف بها، منها قدرته الفائقة في تنظيم حركة المرور في مقابل عجز ذكور أمتنا (شيباً وشبان) ويفضح هذا العجز (ساهر). الدكتور عبد الدائم الكحيل أشار في موقعه أنه أظهرت دراسة علمية أجراها (معهد دريسدن للدراسات التكنولوجية) قدرة فائقة يتميز بها النمل في تنظيم حركة المرور، ويبقى على العلماء معرفة اللغز الذي يكمن وراء نجاح النمل في تجنب الاصطدام لتطبيقها على حركة مرور السيارات وبالتالي نتوصل إلى سر حقد سائقي المركبات على إشارة المرور وحساسيتهم منها حقداً امتصه الأطفال من الآباء فولّد لديهم العنف أو تولد؛ لأن الأب المنظَّم يقلل العنف لدى (الابن) فإذا خرج إلى المجتمع وانخرط فيه خرج ب اللاعنف (مولود) النظام وبالتالي تطمئن الأسر على مركباتها في الشارع، أو بمحاذاة المنزل اطمئنانها على الحائط، وعامود الإنارة، وعلى النبتة والشتلة والشجرة في الحدائق العامة، وعلى دورات المياه بجدرانها، أو يضطر العلماء إلى إجراء تجاربهم على النمل والنحل في الشوارع، وأمام إشارات المرور، وفي الأحياء، وأخشى أن يقول النمل في شأننا مقولته في سليمان عليه السلام: (.....حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَْ) سورة النمل (18). P.O.Box: 10919 - Dammam 31443 [email protected]