مع التحية إلى صاحب اللفتة الكريمة عبدالله بن عبدالعزيز وليّ العهد وفقه الله سلامٌ، وأما بعدُ: فالله قادرُ وكلٌّ على ماقدَّر اللّهُ سائرُ سلامٌ، وأما بعدُ: فالله أوَّلٌ تعالى إلهُ الكونِ واللّهُ آخرُِ قضى فرضينا شاكرينَ، وإنما ينال رضا الرحمن والأجرَ شاكرُ وما الناس في الدنيا سوى عابرٍ مضى كأن لم يعش فيها، ويتلوه عابرُ تكاثرَ فيها الناسُ حتى تنافسوا عليها، وأَلهَى نفسَه المتكاثِرُ يميل إليها غافلُ القلبِ، ناسياً بغفلته، أنَّ المصيرَ المَقابرُ نسافر فيها بين شرقٍ ومغربٍ ولابدَّ أن يُلقي الرِّحالَ المسافرُ أحبتَنا في أرضِ جازانَ، إِننا قلوبٌ إليكم بالدُّعاءِ تبادِرُ رفعنا أكفّاً ضارعاتٍ إلى الذي يجيبُ دعاء المشتكي ويناصرُ وفي أرضكم كَنزٌ من العلم والنُّهى به يشهد الماضي ويشهد حاضرُ على بحركم تجري سفائنُ حبِّنا إليكم وما تُخشى عليها المخاطرُ ترقُّ لها الأمواجُ حتى كأنَّها بساطُ محبٍ زيَّنته الجواهرُ سفائنُ لو ألقت إلى القلبِ نظرةً لَبَانَ لها بحرٌ من الشوق زاخرُ وما أرضكم إلاَّ رياض محبةٍ لنا ولكم فيها تطيب المشاعرُ بَنَينَا صروحاً للمودَّةِ لم تَزَل إليها طيور المكرماتِ تهاجرُ مظاهرُنا الحُسنَى، لسانٌ معبِّرٌ يبوح بما تُطوى عليه المخابرُ ألسنا كجسمٍ إن شكا بعضُه شكا جميعاً فما تختلُّ فيه الأَواصرُ؟ أَلسنا على صرحٍ من الدين ثابتٍ مواردُه تصفو لنا والمصادرُ؟ أتاكم وليُّ العهد يأسو جراحَكم ويسأل عن أحوالكم ويباشرُ أتاكم وفي عينيه فجرُ مودَّةٍ يشعُّ بنورٍ أدركته البصائرُ فلله دَرُّ القلبِ يُشرق نَبضُه وللّه دَرُّ الشَّهمِ حين يُبادر ولله دَرُّ المكرماتِ وأهلِها ومَن عنده للمكرماتِ ذخائرُ أمانةُ حُكمٍ شرَّفت مَن يصونُها ومَن لم يَصُن أحكامَها فهو خاسرُ أبا متعبٍ، هذي تهامةُ كلُّها أتتكَ، على مَتنِ الوفاءِ تسافرُ مواقعُ خِصبٍ لو تَحلَّبَ دَرُّها لمَا سَخِرَت بالظامئينَ الهَواجرُ شريطٌ على البحر العميق امتدادُه له مقلةٌ ترنو وخُفٌّ وحافرُ يحيِّيك بالرَّيحان والفُلِّ غُدوَةً وحين تناجيه النجومُ الزَّواهرُ شريطٌ عزيزٌ من بلادٍ عزيزةٍ إليها وفيها يستقرُّ المهاجرُ أحبَّتَنا في أرضِ جازانَ، ليلُنا طويلٌ على ماكان، والطَّرفُ ساهرُ نعزِّي، وندعو بالشِّفاءِ، وإنما يصون الدُّعاءُ المرءَ مما يحاذرُ كأني بمن ماتوا من الدَّاءِ قد رأوا مقامَ شهيدٍ ماتَ، والقلبُ عامرُ أمَا بشَّر اللهُ الذين تصبَّروا بمغفرةٍ منها تُشِعُّ البشائرُ؟ وأنتم بمعنى الصبر أدرَى فإنَّه شفاءُ صدورٍ أَوجعتها الفَواقرُ نشاطركم صِدقَ المُعاناةِ إننا لنعلم أنَّ الخيرَ فيمن يُشاطر أحباءَنا هذي قصيدةُ شاعرٍ وكم يبعث الآمالَ في النفس شاعرُ إذا كان شعري صورةً من مشاعري ففي القلب مالا تحتويه الدَّفاترُ لجازانَ مني والعريشِ وظبيةٍ وسامطةٍ، فيضٌ من الحبِّ غامرُ لكلِّ قرى جازانَ مني تحيَّة يردِّدها في دوحة الحبِّ طائرُ أحبَّتَنا في أرضِ جازانَ، للأسى كهوفٌ، وللصبر الجميل مَنائرُ وقد تذرف العينُ الدموعَ وتنطوي على حزنها الأضلاعُ، والقلبُ صابرُ لنا ولكم من رحمة الله واحةٌ إلى ظلِّها الفَينانِ تَأوي الضمائرُ نسير على درب اليقين، قلوبُنا معلقةٌ بالله والركب سائرُ نسائله رَفعَ البلاءِ تضرُّعاً ونطلب منه العونَ، واللهُ قادرُ ونسأل غفرانَ الذنوب، فإنها عوائقُ للإنسان، واللّهُ غافرُ وأجملُ حالِ المؤمنينَ ركونُهم إلى اللّهِ حتى لا تضيعَ المآثرُ