أعرب أساتذة الكيمياء بجامعة الملك سعود، الفائزون بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة، في مجال ترجمة العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية، عن سعادتهم واعتزازهم بالفوز بجائزة تحمل اسم المليك، وتجسد رؤيته لمد جسور التواصل المعرفي بين الثقافات وإثراء المكتبة العربية بالمراجع العلمية في كافة العلوم الحديثة. وأجمع الأساتذة السعوديون الفائزون في تصريحات بمناسبة إقامة حفل تسليم الجائزة الثلاثاء القادم في باريس، على أن القيمة المعنوية والمرتبطة باقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حافز كبير لمواصلة العطاء، وتفجير الطاقات لإنجاز المزيد من الترجمات العلمية في تخصصات مختلفة في هذا الإطار. وقال الأستاذ الدكتور عبدالله بن علي القحطاني إن مبعث سعادته بالفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة لا يرجع فقط لكونها تتويجاً وتقديراً لعمل بُذل فيه مجهود كبير، بل لارتباطها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيراً الى أن الفوز بهذه الجائزة العالمية أشعل لديه طاقة كبيرة لإنجاز المزيد من الأعمال المتميزة. وأضاف الدكتور القحطاني: «إن فوزي بهذه الجائزة وسام فخر لي ولأبنائي وأسرتي، وحافز كبير لمواصلة الجهود في ترجمة المراجع العلمية التي تلبي احتياجات المكتبة العربية». مؤكداً أن رعاية المليك للجائزة تشجع كل القادرين على الترجمة لتقديم أفضل ما لديهم، أملاً في الترشح لها ونيل شرف الفوز بها، وهو ما يساهم ليس فقط في زيادة عدد الأعمال المترجمة من وإلى اللغة العربية، بل ويرتقي بجودة الترجمة ونوعية الكتب في كافة مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية. وأشار د. القحطاني إلى أن أهمية الجائزة تتجاوز تشجيع الترجمة والاستفادة من النتاج العلمي والفكري للعلماء والمفكرين من جميع دول العالم إلى تعزيز آليات الحوار بين الحضارات والثقافات وأتباع الأديان على أسس وطيدة من احترام حق الاختلاف ومعرفة رصينة بالمقومات الثقافية والفكرية والدينية للآخر، وهو ما يجعل من هذه الجائزة ملمحاً بارزاً في جهود خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الثقافات. وحول دوافعه لترجمة كتاب الكيمياء الفيزيائية والذي أهله للفوز بالجائزة، أوضح الدكتور القحطاني أن ذلك جاء نتيجة لاتفاق الزملاء الذين شاركوا في ترجمة الكتاب على افتقار المكتبة العربية لهذه النوعية من المراجع العلمية في الكيمياء الفيزيائية، فضلاً عن أن هذا الكتاب من المراجع الأساسية في هذا التخصص.من جانبه عبر الدكتور ناصر بن محمد العندس عن سعادته البالغة بالفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة، عن ترجمة مع زميليه الدكتور أحمد العويس والدكتور عبدالله القحطاني لكتاب (الكيمياء الفيزيائية) من اللغة الإنجليزية إلى العربية. إذ قال: «كان يوم إبلاغي بالفوز بهذه الجائزة العالمية والتي تعد أغلى جوائز الترجمة على المستوى العالمي من أسعد أيام حياتي، ليس بسبب القيمة المالية لها، لكن لاقترانها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ورعايته الكريمة لها، وهو الأمر الذي يضاعف من قيمة الجائزة ويجعلها حافزاً كبيراً لكل المترجمين لنيل شرف الفوز بها». مؤكداً أن الجائزة نجحت في أن تستحوذ على اهتمام عدد كبير من المترجمين، مما ينشط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، والتي كانت تحتاج إلى منشط بحجم هذه الجائزة العالمية، بما يحقق التواصل المعرفي بين الثقافات المختلفة ويكشف عن قدرة اللغة العربية على استيعاب كافة المستجدات العلمية، معتبراً تكريم أصحاب ترجمة كتاب الفيزياء الكيميائية لمؤلفه (بيتر اتكنز) والذي يعد للمترجمين لترجمة الأعمال المميزة وخدمة الباحثين وطلاب العلم ممن يجيدون اللغات الأجنبية أو لا يجيدونها. وأعرب الدكتور العندس عن تفاؤله بأن تساهم الجائزة في السنوات القادمة - بمشيئة الله تعالى - في تشجيع المؤسسات والأفراد على ترجمة أفضل الأعمال في مجال العلوم الطبيعية، وانتقاء الكتب التي تلبي احتياجات حقيقية للباحثين، ولا سيما أن إنجازات المؤلفين العرب، في هذا المجال لا تحقق التطلعات المنشودة، بدليل حجب الجائزة هذا العام في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى. وحول تجربة مشاركة أكثر من ترجمة عمل واحد على غرار كتاب (الكيمياء الفيزيائية)، أشار الدكتور العندس أن الترجمة الجماعية للمادة العالمية المتاحة في تخصصات متنوعة وبلغات متعددة يتيح للقارئ العربي أمهات الكتب بلغته، مؤكداً أن جهود الأفراد في مجال الترجمة تفوق ما تقوم به المؤسسات من حيث القيمة العلمية، نتيجة لعدم اهتمام الأفراد بالجوانب المادية.من جانبه وصف أستاذ الكيمياء بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد العويس، أن الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة بأنه إنجاز يعتز به في مسيرته الشخصية والأكاديمية، وذلك لارتباط هذه الجائزة باسم قائد مسيرة الشموخ والتطوير الملك عبدالله - حفظه الله. وأضاف الدكتور العويس أن الأهداف العظيمة لهذه الجائزة والرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين لها تجعل من الفوز به مصدر فخر واعتزاز وحافزاً لكل المعنيين بالترجمة من المؤسسات والأفراد لتقديم أفضل الأعمال التي تضيف للمكتبة العربية، وتوفر مصادر المعرفة للباحثين والطلاب في جميع التخصصات ولا سيما في مجال ترجمة العلوم الطبيعية والتجريبية والتي تعد من ركائز النهضة والتقدم.