مشكلة المجتمعات النامية أنها تفكر في من يوجهها أكثر مما تفكر في سن القوانين والأنظمة التي تحفظ حقوق أفرادها, لدرجة أنها (تُعظِّم) الخطباء والمتحدثين والموجهين لا لشيء، وإنما لكونهم في حالة توجيه وإرشاد طوال الوقت, وهذا مُبتغى المجتمعات النامية.. باعتبار ذلك أحد أهم خصائصها لدرجة أنها تريد من الفنون أن تكون موجهة ومرشدة ومربية.. ما جعل الفنون تحيد عن مهمتها الرئيسة في تنمية الذوق الجمالي لدى الأفراد. أما علاقة المطلقات بهذا الموضوع فيجيء لأنه حتى هذه اللحظة لم نسمع عن قانون جديد استحدث من أجل حفظ حقوقهن، في ظل المتغيرات الحديثة التي طرأت على الحياة الشخصية والعملية, في وقت يمكن للمجتمع أن يستمع إلى حديث عن المطلقات لساعات طوال ولا يمل, على الرغم من أن هذه الأحاديث لا تبقى في ذهن أحد لليوم الثاني, بخلاف القانون الذي يستمر لأجيال قادمة. المطلقات ما زلن غير قادرات حتى هذه اللحظة على معرفة ما لهن وما عليهن، وإذا أردن شيئاً من ذلك يذهبن إلى من يتفضل عليهن بنصيحة أو توجيه أو مشورة مطاطة تصلح للجميع, فالطلاق والمطلقة والمطلق بات الحديث فيه محصوراً لدى أشخاص أعطوا شيئاً من الوجاهة حتى خُيّل لنا أنهم هم الأفهم والأقدر على مناقشته, في حين لا يوجد قوانين وأنظمة واضحة لكل الاحتمالات التي يمكن أن تحدث، ولا أظن ذلك سيحدث لأن وضع أنظمة ولوائح وقوانين من شأنها أن تسحب امتيازات البعض الذي يريد للمجتمع أن يستمر نامياً حتى تستمر حاجة المجتمع لهم في التوجيه والإرشاد مدى العمر, في وقت يمكن للفرد أن يدير ذاته وفقاً للتنظيمات المؤسسية التي يفترض أنها موجودة. الأزواج لا يريدون أن يُقال لهم في كل مرة: «تريثوا وراجعوا أنفسكم ولا تتعجلوا».. ولكنهم يريدون أن يكون هناك بنود قانونية تكفل لكل منهم حقه بالتمام سواء قبل الطلاق، أو أثناء الطلاق أو بعد الطلاق، لا أحد يريد من الآخر إلا حقه, وإذا ما أخلّ أحدهم بحق الآخر, تأتي المحكمة لتعطي كل ذي حق حقه وفقاً لأنظمة معروفة مسبقاً على افتراض أن ثمة تقنيناً لكل الاحتمالات التي تنتج عن الطلاق. أما من حيث نظرة المجتمع للمطلقة, فهذه مشكلة في صلب ثقافة المجتمع, لا تنفع معها قوانين ولا أنظمة ولا بنود ولا محاكم.. ومصيرها للزوال مع مرور الزمن, فالزمن كفيل بأن يزيل هذه النظرة بعد أن نقفز خطوة باتجاه المجتمع المدني الذي يسعى أفراده لخدمة بعضهم البعض.. بغض النظر عن النواحي العرقية والإثنية.. وبصورة لا يراقب بعضهم بعضاً كما يحصل في مجتمع القرية. [email protected]