لا يمكن إلا أن تضع ألف علامة استفهام حول كثير من (المختلين) عقلياً ممن تصادفهم عند إشارات المرور باعتبارهم لا يجهلون معنى (الفلوس) ويطلبونها عن وعي بأهميتها وبقيمتها, فلربما تساءلت كيف اختلت الحياة بأكملها في ذهن هذا الرجل ولم يختل معنى (المال)؟ كيف للمال أن يبقى لديه مثلما هو لدى الرجل الصحيح؟ هل في الذهن خلية (مالية) لا تفسد مثلما هو الصندوق الأسود في الطائرات؟ هل هم يفتعلون الجنون؟ كيف اتفقوا جميعاً أن (التقاطعات) يمكن أن تدر عليهم مالاً وفيراً؟ وأين يذهبون بهذا المال؟ ماذا يشترون به؟ لماذا لا يكون له أثر على شخصيتهم وعلى ملابسهم وعلى حياتهم؟ هل هو للأكل والشرب؟ أم ينفقونه في مآرب أخرى؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير تجعلك تحتار وتتحفظ على هذا الموقف الذي تصادفه عند إشارات المرور ألف مرة, ويجعلك تبحث عن تفسيرات لهذا الموقف ليس سخرية بهم ولا ضحكاً عليهم, ولكنها أسئلة علمية مشروعة؟ تخرجنا من تقليدية العطاء بدون تفكير, إلى التوقف من أجل التحسين والدراسة والتطوير, لا بأس أن نبحث عن الأجر والثواب, ولا بأس أيضاً أن نسأل عن موقف محير؟ ربما لم ينتبه له أحد. أسوأ شيء في هذه المواقف أنك إن أردت أن تعمل بحثاً علمياً يكشف لك المستور؟ ويعرّفك بسيكولوجية هؤلاء (المجانين) الذي لا يخطئون (الدراهم)؟ ويجعلك تقدم شيئاً جديداً لصالح الإنسانية!! إن أردت أن تفعل شيئاً من ذلك، لا تلقى دعماً ولا تشجيعاً, بل ربما وصفوك بأنك (إنسان فاضي), وهذي فكرة مقلوبة أكثر (جنوناً) من مجانين الإشارات, فكيف يكون الإنسان (فاضياً) وهو بيده مشروع علمي يبحث فيه ويقوده لنتائج عظيمة؟!! وهنا قد لا تملك إلا أن تحور اتجاه البحث، وتبحث في (عقول) هؤلاء الناس الذي يعدون المبتكرين والمبدعين (ناس فاضين) ما عندهم (شغل) فلربما اكتشفت أن الحياة الطبيعية هي ما تشاهده عند الإشارات التي ما أن تضيء اللون الأحمر حتى ترى (الفلوس) تلتقطها الأيدي من كل اتجاه, فلا تعرف من هو (المجنون) هل من يدفع أم من يأخذ!! [email protected]