نظمت المعارضة الصربية مساء الجمعة مظاهرة احتجاج في شوارع مدينة بوزارفاتش أكثر مدن صربيا تشددا من حيث الأمن، وذلك باعتبارها مسقط رأس الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش. وذكرت وكالة أنباء بيتا اليوغسلافية أن حشودا غفيرة قدر عددها بنحو عشرة آلاف شخص تجمعت في الميدان الرئيسي بالمدينة ثم بدأت مسيرة احتجاج رغم الحظر الذي تفرضه الشرطة على المظاهرات. وردد المتظاهرون هتافات ضد ميلوسيفيتش أثناء سيرهم غير أنهم أطلقوا عبارات السخرية بصوت عال بصفة خاصة عندما مروا ببعض من شركات قطاع الأعمال التي يمتلكها ماركو نجل ميلوسيفيتش. ودعا الى تنظيم تلك الاحتجاجات حزب المعارضة الديمقراطية من أجل صربيا الذي أعلن انتصار فويسلاف كوستونيتشا مرشحه على منصب الرئاسة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يوغسلافيا يوم الاحد الماضي. غير أن لجنة الانتخابات الفدرالية ذكرت أن كوستونيتشا لم يحصل على الأغلبية المطلقة بفارق 1,04 في المائة وقررت اجراء جولة ثانية بينه وبين ميلوسيفيتش في الثامن من تشرين الأول/ اكتوبر المقبل. وتزامنت الاحتجاجات مع مظاهرات عارمة شارك فيها عشرات الآلاف من مؤيدي كوستونيتشا في العاصمة بلجراد وغيرها حيث دعت المعارضة الى الاضراب العام والعصيان المدني في جميع أنحاء صربيا لدفع ميلوسيفيتش على التنحي عن منصبه. وبدأت المحال والمصانع والجامعات في اغلاق أبوابها في اطار هذا الاضراب العام كما عقد مؤتمر شعبي حاشد آخر في بلجراد أمس بعد خمس ساعات فقط من عقد اجتماع مماثل في اطار سعي المعارضة الصربية الحثيث لتضييق الخناق على ميلوسيفيتش. وأكدت واشنطن في نفس الوقت ضرورة مثول ميلوسيفيتش أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وكان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وعد أمس الأول برفع العقوبات الدولية المفروضة ضد صربيا شريطة انتقال السلطة في بلجراد ديمقراطيا وهو نفس الموقف الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي. وفي أثينا أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية بانوس بيغليتس أن اليونان مستعدة للقيام بمبادرات بالتعاون مع كل الأطراف المعنية لحل الأزمة في يوغسلافيا وذلك بعد دعوة فوييسلاف كوستونيتشا لاثينا للمساعدة على خفض حدة التوتر عبر اجراء فرز جديد لبطاقات التصويت. وأشار بيغليتس في بيان مكتوب الى تمسك اليونان بأي تطور ديموقراطي ومبادراتها المتخذة حتى الآن في هذا الصدد . وكانت المعارضة الديموقراطية الصربية بزعامة كوستونيتشا نددت في بادىء الأمر في بلغراد بمبادرة يونانية ترمي الى اقناعها بالمشاركة في دورة ثانية للانتخابات وطالب كوستونيتشا بفرز جديد للأصوات.